فوائد قول الله تعالى : (( وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون )) حفظ
ثم قال عز وجل: (( وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ))[السجدة:10] يُستفاد من هذه الآية الكريمة توبيخ هؤلاء المنكرين كما سيأتي في (( بل هم بلقاء ربهم كافرون )).
ومن فوائدها: أن هؤلاء المكذبين كانوا شاكِّين في قدرة الله، نعم، لقولهم: (( أئذا ضللنا أئنا )) ويَحتمل أن يكون ذلك منهم مكابرة وأنهم عالمون بقدرة الله لكن يكابرون ويؤيد هذا قوله: (( بل هم بلقاء ربهم كافرون )) يعني الأمر واضح لكن هؤلاء كفار.
ومن فوائد الآية الكريمة: تمام قدرة الله عز وجل بإعادة الأموات بعد أن غابوا في الأرض واضمَحَلُّوا فيها ينشئهم الله تعالى خلقاً جديداً.
ومن فوائد الآية الكريمة: إبطال قول من يقول: إن البعث إيجاد من عدم ، لأن فيه من يقول: إنه على الخلق يعدم بالكلية ثم يُنشأ من جديد، وهذا القول باطل، لأنه لو كان الأمر كذلك لكان الثواب لمن لا يعمل، والعقوبة على من لم يعمل، فكونه أنه يعدم بالكلية ثم ينشأ خلق جديد ويُحاسب طيب هذا الجديد ما هو موجود الأول فيكون معاقباً على ما لم يفعل ومثاباً بما لا يفعل، والله تعالى قد بين أن الإنسان نفسه هو الذي يعاد فليس يُعدم ثم يُخلق من جديد ولكنه يعاد: (( كما بدأنا أول خلق نعيده )) ما قال: نخلق غيره، نعم، الشاهد قوله: (( أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد )) أئذا ضللنا، يقولون: كيف بعد ما نغيب في الأرض ونكون ترابا كيف نبعث؟ فدل هذا على أن البعث هو إعادة ما سبق وليس ابتداء خلق جديد.
ومن فوائد الآية: أنَّ هؤلاء المنكرين بالبعث ليس عندهم حُجَّة إلا مجرد الكفر لقوله: (( بل هم بلقاء ربهم كافرون )).
ومن فوائدها: إثبات ملاقاة الله عز وجل يوم القيامة، لقوله: (( بلقاء )) ومثله قوله: (( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ ))[الانشقاق:6] ومنها.