تفسير قول الله تعالى : (( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون )) حفظ
ثم بين الله تعالى من صفاتهم ما ذكره بقوله: (( تتجافى جنوبهم )) ترتفع وتبتعد أيضاً، لأن المجافاة الإبعاد ومنه:" كان النبي صلى الله عليه وسلم يجافي عضديه في السجود " يعني يبعدها عن جنبيه، فمعناها إذن الإبعاد والارتفاع، والارتفاع يستلزم البعد عن المضاجع ،المضاجِع جمع مَضْجِع وهو مكان الاضطجاع، والاضطجاع هو النوم نعم، يقول المؤلف :" مواضع الاضطجاع بفُرُشهم لصلاتهم بالليل تهجدًا " أي نعم، ما ينامون تتجافى جنوبهم عن المضاجع فلا ينامون، ولكنّ هذا مقيد بما جاءت به السنة أنهم يتهجدون ليس كل الليل ولكن الزمن المشروع التهجد فيه، (( يدعون ربهم خوفا -من عقابه- وطمعًا -في رحمته-)) ( يدعون ) هذه جملة حالية من فاعل ( تتجافى ) أو من المضاف إليه ( جنوبهم ) يعني حال كونهم يدعون ربهم، دعاء مسألة ولا عبادة؟ أو الأمرين، يشمل الأمرين يدعونه دعاء مسألة وعبادة (( ربهم خوفا وطمعا )) خوفاً من عقاب الله عز وجل وطمعاً في رحمته، لكن ما الحامل على الخوف والطمع؟ إذا نظروا إلى تقصيرهم وعظمة الله وشدة عقابه غلب عليهم جانب الخوف، وإذا نظروا إلى سعة رحمة الله وعفوه وأنهم قاموا بما ينبغي أن يقوموا به
الطالب: غلب عليهم جانب الطمع.
الشيخ : غلب عليهم جانب الطمع، فهم يسيرون بجناحين جناحي الخوف والطمع ولكن أيهما ينبغي أن يُغَلب؟ ...قال الإمام أحمد رحمه الله: ينبغي أن يكون خوفه ورجاءه واحداً فأيهما غلب هلك صاحبه، لأنه إن غلّبَ جانبَ الخوف قنط من رحمة الله، وإن غلّبَ جانبَ الرجاء أمن مكر الله ولكن يكون بين بين، يقول: الصحيح يغلِّب جانب الخوف، والمريض يُغلِّب جانب الطمع، يعني عند المرض يُغلّب جانب الطمع والرجاء، في حال الصحة يُغلِّب جانب الخوف، وقيل: إن فعل الطاعة فليُغلِّب جانب الرجاء وإن هم بالمعصية أو عمِلها فليُغلِّب جانب الخوف، نعم، يقول: (( خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون )) يتصدقون، ( من ) هل هي لبيان الجنس أو أنها للتبعيض يعني بعض ما رزقناهم ينفقون؟ للتبعيض، إذا قلت إنها للتبعيض صار من يبذل كل ماله تقربا إلى الله صار مذموماً، وإن قلت إنها لبيان الجنس وأنهم ينفقون مما رزقناهم فإنه لا يقتضي أن يكون من بذل ماله كلَه مذموما لأن المراد بيان الجنس فيشمل القليل والكثير، وهذه المسألة اختلف فيها العلماء هل يبذُل الإنسان كل ماله في طاعة الله وفي سبيل الله أو يقتصر على بعضه؟ والصواب أن ذلك يرجِع إلى حال الشخص وإلى الأسباب التي بها يدفع الضرورة عن نفسه وأهله، فإن كان الإنسان ضعيف التوكل أو ضعيف القدرة على التكسب فالأفضل أن يبذل شيئا ما ماله، وإن كان الأمر بالعكس فله أن يتصدق بجميع ماله كما فعل من؟ أبو بكر، أما أبو لبادة لما نذر أن ينخلع من ماله صدقة لله ورسوله قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك ) فجعل من الخير له أن يمسك بعض المال نعم، وقوله: ينفقون الإنفاق البذل
الطالب: غلب عليهم جانب الطمع.
الشيخ : غلب عليهم جانب الطمع، فهم يسيرون بجناحين جناحي الخوف والطمع ولكن أيهما ينبغي أن يُغَلب؟ ...قال الإمام أحمد رحمه الله: ينبغي أن يكون خوفه ورجاءه واحداً فأيهما غلب هلك صاحبه، لأنه إن غلّبَ جانبَ الخوف قنط من رحمة الله، وإن غلّبَ جانبَ الرجاء أمن مكر الله ولكن يكون بين بين، يقول: الصحيح يغلِّب جانب الخوف، والمريض يُغلِّب جانب الطمع، يعني عند المرض يُغلّب جانب الطمع والرجاء، في حال الصحة يُغلِّب جانب الخوف، وقيل: إن فعل الطاعة فليُغلِّب جانب الرجاء وإن هم بالمعصية أو عمِلها فليُغلِّب جانب الخوف، نعم، يقول: (( خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون )) يتصدقون، ( من ) هل هي لبيان الجنس أو أنها للتبعيض يعني بعض ما رزقناهم ينفقون؟ للتبعيض، إذا قلت إنها للتبعيض صار من يبذل كل ماله تقربا إلى الله صار مذموماً، وإن قلت إنها لبيان الجنس وأنهم ينفقون مما رزقناهم فإنه لا يقتضي أن يكون من بذل ماله كلَه مذموما لأن المراد بيان الجنس فيشمل القليل والكثير، وهذه المسألة اختلف فيها العلماء هل يبذُل الإنسان كل ماله في طاعة الله وفي سبيل الله أو يقتصر على بعضه؟ والصواب أن ذلك يرجِع إلى حال الشخص وإلى الأسباب التي بها يدفع الضرورة عن نفسه وأهله، فإن كان الإنسان ضعيف التوكل أو ضعيف القدرة على التكسب فالأفضل أن يبذل شيئا ما ماله، وإن كان الأمر بالعكس فله أن يتصدق بجميع ماله كما فعل من؟ أبو بكر، أما أبو لبادة لما نذر أن ينخلع من ماله صدقة لله ورسوله قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك ) فجعل من الخير له أن يمسك بعض المال نعم، وقوله: ينفقون الإنفاق البذل