تفسير قول الله تعالى : (( أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون )) حفظ
(( أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا " وهو ما يعد للضَّيْف " بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[السجدة:19] أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم (أمَّا) هذه حرف شرط وتفصيل وتفيد مع الشرط والتفصيل تفيد التوكيد نعم :(( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره ...)) ((وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره... )) هنا (( أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى )) لكم فيها ثلاث فوائد، شرطية: بدليل أنها أتى لها جواب (فلهم)، تفصيلية: لأنها أتت بقِسمين أما الذين آمنوا وأما الذين فسقوا ايش بعد؟ توكيدية: لأنه لا شك أن هذه الصيغة تفيد التوكيد (( أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم )) هذا جواب الشرط
(( فلهم جنات المأوى )) الجنات جمع (جَنَّة) وهي في اللغة الحديقة الكثيرة الأشجار، وسُمِّيَت به لأنها تُجِن من فيها أي تسترهم، لكنها في الشرع الدار التي أعدها الله تعالى لأوليائِه فهو أعلى مما يدور في الخيال أو يخطر على البال، وقوله جنات المأوى جنات المأوى يعني التي هي مأواهم لا يبغون عنها حولاً ولا يتحولون عنها فهي مأوى كما أن الجحيم مأوى الكافرين فلا يتحولون عنها، فالمأوى مكان الإيواء أي أنها هي جناتهم التي يأوون إليها ولا يخرجون منها.
(( نُزُلًا )) يقول المؤلف: "هو ما يعد للضيف" وعلى هذا فهي تكون مصدرا كما هو الحال، يعني أنه يُعد لهم هذا النزل نعم،
(( بما كانوا يعلمون )) الباء هنا للسببية