تفسير قول الله تعالى : (( ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل )) حفظ
ثم قال تعالى: (( ولقد آتينا موسى الكتاب )) (آتينا) بمعنى أعطينا وهو إعطاء شرعي قدري، وقوله (موسى الكتاب) موسى مفعول أول والكتابَ مفعول ثاني، وال في قوله (الكتاب) للعهد انظر للتكميل (ال) في الكتاب للعهد الذهني، لأنه ما سبق له ذكر حتى يُحال على المذكور، وليس شيئا حاضراً حتى يقال أنه عهد؟
الطالب: ...
الشيخ : إذاً فهو عهد ذهني يعني: الكتاب المعهود المعروف وهو التوراة، (( فلا تكن في مرية )) نعم (فلا تكن في مرية) شكٍّ من لقائه (فلا تكن) الخطاب هنا على ما مشى عليه المؤلف الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام والضمير في (لقائه) يعود على موسى والمعنى: فلا تكن يا محمد في مرية أي في شك من لقائه لقاء من؟ لقاء موسى، يعني: فإنك ستلاقيه، قال المؤلف :" وقد التقيا ليلة الإسراء " هذا ما ذهب إليه المؤلف وذهب إليه كثير من المفسرين أيضاً أن الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام والضمير يعود على موسى والمعنى: لا تكن يا محمد في شك من ملاقاة موسى فإنك ستلاقيه، وقد لاقاه في ليلة الإسراء، قال المؤلف: (الإسراء)، لأن الإسراء والمعراج في ليلة واحدة طيب هذا ما ذهب إليه المؤلف ويحتمل أن قوله: (( فلا تكُن )) الخطاب لموسى يعني: آتينا موسى الكتاب قائلين له: لا تكن في مرية من لقائه أي: لقاء الجزاء عليه أي على الكتاب، والمعنى: أن هذا الكتاب الذي آتيناك إياه لا بد أن يُحاسَبَ عليه من نزل إليهم حتى يلاقوا جزاءهم، ويحتمل المعنى: (فلا تكن في مرية من لقائه) أي: لقاء موسى أي: لقاء مثل ما لقيه من الأذى (( ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه )) أي لقاء ما لقيه موسى من الأذى فإن موسى أوذي، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: ( لقد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر ) وهذا أيضاً معنى حسن أن المعنى: أننا آتيناه وآتيناك أيضا وأوذي فستؤذى، فلا تكن في شك من هذا، وهذا هو الواقع، فإن الرسول عليه الصلاة والسلام لقي من الأذى الشيء الكثير، وكل من تَبِع شريعته وانتهَج منهاجه في الدعوة إلى الله والعمل بشريعة الله فسيلقى الأذى، ولكن الشأن كل الشأن هل يلزم من الأذى الضرر؟ ما يلزم من الأذى الضرر؟ ما يلزم، ولهذا يصح أن نقول إن الله يؤذى ولا يتضرر كما قال الله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ))[الأحزاب:57] وكما قال تعالى في الحديث القدسي: ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ) مع أنه قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: ( يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضُّري فتضروني ) فلا يلزم من الأذى الضرر، ها نحن الآن نتأذى برائحة إنسان أكل بصلا أو ثوما ولّا لا؟ ونتضرر؟ ما نتضرر، فلا يلزم من الأذى الضرر والرسول عليه الصلاة والسلام لا شك أنه أوذي ولكن ما ضره ذلك والحمد لله صار الأمر والعاقبة للرسول صلى الله عليه وسلم نعم.
الطالب : لا بد من أذى...
الشيخ : لا لا ما هو (لا بد).
الطالب :...
الشيخ : لا لا، ما يتضرر أحد حتى الآن أنا لو تأذيت من كلامك مثلاً أو تأذيت من رائحة شخص وما أشبه ذلك ما أتضرر ما أتضرر، وأما قوله تعالى: (( لن يضروكم إلا أذي )) فالمعنى أنه لن يضروكم أبداً، ولكن الأذى ولذلك قالوا إن الاستثناء في هذه الآية
الطالب: منقطع.
الشيخ : منقطع.
(( فلا تك في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل )) وجعلناه هدىً جعلناه الضمير يعود على ....