فوائد قول الله تعالى : (( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون )) حفظ
ثم قال تعالى: (( تتجافى جنوبهم عن المضاجع )) إلى آخره يُستفاد مِن هذه الآية فضِيلَةُ قِيَامِ الليل، لأَنَّ الله تعالى ذَكرَها في سِيَاق الـمَدْح (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) لكن هذا الإِطْلَاق مُقَيد بماذا؟ بما جاءَت به السنة يعني أن لا يَقُومَ جمِيعَ الليل، تتجافى جنوبهم عن المضاجع في حُدُود ما جاءت به السنة، وبهذا نعرف خطأ ما يوجد في كتب الوعظ من أن فلاناً صلى صلاة الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة، يعني أنه ما نام الليل يقوم الليل هذا خطأ هذا تبرأ منه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال للجماعة الذين قال أحدهم: أنا أقوم الليل ولا أنام قال:( أما أنا فأقومُ وأنام فمن رَغِبَ عن سنتي فليس مني ) لكن مشكل هؤلاء الوعاظ الذين يكتبون هذه الكتب يريدون أن يرغبوا الناس لكن يرغبونهم في الباطل ولو أن الناس اقْتُصِر لهم بما صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام من التبشير والإنذار ومن الأعمال الصالحة لاستقاموا، لكن عندما أسمع هذا الرجل يُثنى عليه أربعين سنة صلى الفجر بوضوء العشاء أين أنا مِن هذا خلاص أبقى أنا على ما أنا عليه وأصلي سنة العشاء ركعتين، والوتر أقله ركعة تصلي ركعة، ولا يجب إلا قراءة الفاتحة أقتصر على الفاتحة، ولا يجِب إلا سبحان ربي الأعلى مرة في السجود وسبحان ربي العظيم مرة في الركوع أقتصر عليها أيضا وأمشي، لكن لو أن الناس بينت لهم السنة حقاً لكفى بها واعظاً نعم.
ومن فوائد الآية الكريمة: فضيلة الدعاء، لقوله:(( يدعون ربهم )).
ومن فوائدها: أنه ينبغي للداعي وللعامل أيضا للداعي والعامل العابد أن يكون دعائُه وعبادتُه بين الخوف والرجاء، لقوله: (( خوفا وطمعا )).
ومن فوائد الآية الكريمة: فضيلة الإنفاق مما رزقك الله، لقوله: (( ومما رزقناهم ينفقون )) على حسب التفصيل الذي ذكرناه في التفسير