فوائد قول الله تعالى : (( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون )) حفظ
ثم قال تعالى: (( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[السجدة:17] في هذه الآية دليل على عظم نعيم الجنة من أين يؤخذ؟ من قوله: (( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين )) هذا لا شك أن الإبهام يدل على التضخيم كما قلنا في التفسير.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن في الجنة من قرة العين في المأكول والملبوس والـمَنْكُوح والمَسْكَن ما لا يخطر على البال لأن كل هذه الأربعة تقَّر بها العين قال الشاعر:
ولُبسُ عباءة وتقرَّ عيني أحب إلي من لبس الشفوف
نعم.
ومن فوائد الآية الكريمة: فضلُ الله عز وجل على العباد على المؤمنين فضلُه السابق واللاحق، السابق أن وَفَقَّهم للإيمان والعمل الصالح، واللاحق أن جعل هذا الجزاء على عمله جعله على عمله، (( جزاءً بما كانوا يعملون )) كأنَّ هذه النعم التي في الجنة كأنها جزاء على عمل لهم بل هي حقيقة جزاءً على عمل لهم لكن فيه أن الفضل من الله عز وجل عليهم كأنه فضل منهم على أنفسهم، لقوله: (( جزاءً بما كانوا يعملون )) مثلُ قوله: (( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )) إحسان العمل لإحسان الجزاء ومنه قوله: (( إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا ))[الإنسان:22] يمن عليهم بالسعي الحميد ثم يشكرهم عليه نعم يَمُنُّ عليهم هنا بالتوفيق للهداية ثم يقول: أجازيكم على عمل وهذا لا شك أنه مِن تمام نعمة الله عز وجل