فوائد قول الله تعالى : (( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون )) حفظ
ثم قال تعالى: (( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا )) إلى آخره[السجدة:22] يستفاد من الآية الكريمة: أن من كان على هذا الوصف فهو لا يكون أحد أظلم منه، لقوله: (( ومن أظلم )) وها هنا مسألة وهي أن مثل هذه العبارة جاءت في غير هؤلاء فقال تعالى: (( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ))[البقرة:114] (( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا )) وهنا نحتاج إلى الجمع بين هذه النصوص ففي السنة: ( ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ) فكيف نجمع بين هذه النصوص؟ ذكرنا فيما سبق أن الجمع بأحد وجهين: الوجه الأول: أن نقول: إن الآية (( ومن أظلم )) لا تفيد أنه لا يوجد مشارك أو مساو لهذا الظلم فإن (( ومن أظلم ممن )) (( ومن أظلم ممن )) اشتركا في ماذا؟ في الأظلمية لأن هذا أعلى ما يكون في الظلم هذا وجه، والوجه الثاني: أن نقول إن الأظلم بالنسبة لما تحته من نوعه يعني هنا (( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها )) يعني هذا أظلم ما يكون من المُذَكَّرين بخلاف من ذُكِّر ثم أعرض عن البعض أو ما أشبه ذلك، نقول هذا الأظلَمِيَّة بماذا؟ بالنسبة لما تحته من نوعه، (( مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ )) يعني لا أحد أظلم في منع شيء من الأشياء ممن منع مساجد الله وعلى هذا فقس، فصار الجواب بأحد وجهين: إما أن يقال: الآية الكريمة ... القبول على من ذُكِّر بآيات الله ...؟
الطالب: نوعين في الإعراب.
الشيخ : من المعنى له نوعين في الإعراب.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الإنسان يجب أن يقبل التذكير من أي من ذَكَّره.
الطالب :...
الشيخ : لا ... ذُكِّر ما قال ممن ذَكَّره الرسول أو ذَكَّره فلان أو فلان، إذا وقع التذكير أو أتاك التذكير من أي جهة فالواجب عليك القبول.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الإعراض بعد العلم أقبح منه على الجهل، لأن الله تعالى جعل هذا أعظم الظلم أن تُذَكر ثم تُعرِض، لكن من أعرض بدون تذكير فهو أهون.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الجزاء من جنس العمل، لقوله: (( إنا مِن المجرمين منتقمون )).
ومن فوائدها: أن الإعراض عن آيات الله بعد التذكير بها ايش؟
الطالب: إجرام.
الشيخ : إجرام، لقوله: (( إنَّا من المجرمين )).
ومن فوائد الآية الكريمة: جواز إضافة الانتقام إلى الله مقيداً لقوله: (( إنا من المجرمين منتقمون )) يعني الإخبار عن الله بأنه منتقم لكن مقيداً بقوله: (( إنا من المجرمين منتقمون )).
ومن فوائدها: إثبات عظمة الله، لقوله: (( منتقمون )) فإن الجمع هنا للتعظيم.
ومن فوائد الآية الكريمة: بلاغة القرآن وأنه في أعلى ما يكون من البلاغة والفصاحة، لقوله: (( إنا من المجرمين )) ولم يقل إنا منهم من أجل أن نستفيد فائدتين: الفائدة الأولى: أن هذا مجرم، والفائدة الثانية، أن الحكم يعمه وغيره من المجرمين