فوائد قول الله تعالى : (( ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم )) حفظ
ومن فوائد الآية الكريمة التي بعدها وجوب دعوة الإنسان إلى أبيه (( ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ )) يعني انسبوهم لآبائهم لفظاً وحقيقةً أما لفظاً فتقول يافلان بن فلان انسبه إلى أبيه وأما حقيقة أن تعتقد أن البنوة الحق إنما هي لمن ؟ للأب الحقيقي الذي ولد الإنسان من صلبه لا للأب الذي ادعي أنه أب
ويستفاد من الآية الكريمة أنه لا ينبغي أن يدعى الإنسان لغير أبيه وهذا نوعان :
أحدهما : أن يدعى لغير أبيه لفظاً وحقيقة فهذا لا يجوز بل إن الرسول عليه الصلاة والسلام جعل ذلك من الكفر إذا ادعى الإنسان إلى غير أبيه وهو يعلمه فإن ذلك كفر ( فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ).
الثاني : أن يدعي إلى غير أبيه لفظاً ولكن لا تثبت أحكام البنوة إطلاقاً إلى من ادعى إليه فهذا نقول إنه خلاف ما أمر الله به ولكن أهل العلم يقولون إن الإنسان إذا اشتهر به مع عدم الالتفات إلى أحكامه ومقتضياته فإن جائز وذكروا لذلك مثل المقداد بن الأسود فإن المقداد بن الأسود ليس أبوه هو الأسود ولكن الأسود كان قد تبناه واشتهر بهذه الكنية واستمر عليه حتى أبطل الله التبني ولكن بقي مشهوراً بذلك قالوا فهذا لا يضر لأنه انتفت عنه أحكام التبني ولم يبق إلا اللفظ ومع هذا فإن الأفضل بلا شك هو أن يدعى إلى أبيه لكن المشكل أن الشيء إذا اشتهر فوصفته بما اشتهر به حصل بهذا التباس الآن لو قلنا عن عبد الرحمن بن صخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا وكذا يمكن أن كثيراً من الناس لا يدري من هو لكن إذا قلت عن أبي هريرة كلنا يعرفه.
وفي الآية الكريمة دليل على أن الأعمال تتفاضل عند الله لقوله : (( هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ )) يعني أبلغ في العدل ووجه ذلك أن هذا الرجل الدعي كوننا ننسبه إلى غير أبيه هو باعتبار أبيه ظلم والا لا ؟ ظلم كيف تنسبه إلى شخص ما أتى من صلبه وتحرم من أتى من صلبه من دعوته إليه هذا لاشك أنه جور ولهذا قلنا في الدرس الماضي أن اسم التفضيل هنا ليس في الطرف الآخر منه شيء لأنه ليس فيه أي عدل في أن تنسب الإنسان إلى غير أبيه وقلنا إن فائدة التقرير هنا بيان أن هذا الشيء قد بلغ الغاية في العدل لأن هذا جيء به باسم التفضيل (( أقسط عند الله )) هل أخذنا الجملة التي بعدها ؟
الطالب:...
الشيخ : له أب فإنه يدعى بأخوة الدين والولاية في الدين لقوله : (( فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ )) أما كونهم إخواننا في الدين فظاهر وأما كونهم موالي فإن كان عتيقاً للمرء فهو مولى له بالعتق وإن لم يكن عتيقاً فهو مولى له في الدين لأن المؤمنين كما قال الله تعالى : (( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ ))[التوبة :71]فهم إخوانكم ومواليكم فتناديهم يا أخي طيب لو قلت يا ابن أخي يصح ؟ يصح ولهذا ما وصلنا إلى الحقيقة المؤلف يقول : (( وَمَوَالِيكُمْ )) بنوا عمكم فجعل الولاية هنا ولاية النسب وليست ولاية الدين لكن في النفس من هذا من الشيء فالولاية إما ولاية دين وإما ولاية عتق فأما ولاية العتق فواضح أن العتيق مولىً لما أعتقه وأما ولاية الدين فظاهر أيضاً أن كل مؤمن وليٌ لأخيه المؤمن أما ولاية النسب كقوله بنو عمكم فهذه إن كانت اللغة العربية يأتي فيها مثل هذا التعبير فنحن نقبل ذلك لأن القرآن عربي ولا مانع من أن يكون للمعنى الواحد عدة أو للفظ الواحد عدة معانٍ إذا كانت لا تناقض بينها الآن انتهى الوقت.
ويستفاد من الآية الكريمة أنه لا ينبغي أن يدعى الإنسان لغير أبيه وهذا نوعان :
أحدهما : أن يدعى لغير أبيه لفظاً وحقيقة فهذا لا يجوز بل إن الرسول عليه الصلاة والسلام جعل ذلك من الكفر إذا ادعى الإنسان إلى غير أبيه وهو يعلمه فإن ذلك كفر ( فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ).
الثاني : أن يدعي إلى غير أبيه لفظاً ولكن لا تثبت أحكام البنوة إطلاقاً إلى من ادعى إليه فهذا نقول إنه خلاف ما أمر الله به ولكن أهل العلم يقولون إن الإنسان إذا اشتهر به مع عدم الالتفات إلى أحكامه ومقتضياته فإن جائز وذكروا لذلك مثل المقداد بن الأسود فإن المقداد بن الأسود ليس أبوه هو الأسود ولكن الأسود كان قد تبناه واشتهر بهذه الكنية واستمر عليه حتى أبطل الله التبني ولكن بقي مشهوراً بذلك قالوا فهذا لا يضر لأنه انتفت عنه أحكام التبني ولم يبق إلا اللفظ ومع هذا فإن الأفضل بلا شك هو أن يدعى إلى أبيه لكن المشكل أن الشيء إذا اشتهر فوصفته بما اشتهر به حصل بهذا التباس الآن لو قلنا عن عبد الرحمن بن صخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا وكذا يمكن أن كثيراً من الناس لا يدري من هو لكن إذا قلت عن أبي هريرة كلنا يعرفه.
وفي الآية الكريمة دليل على أن الأعمال تتفاضل عند الله لقوله : (( هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ )) يعني أبلغ في العدل ووجه ذلك أن هذا الرجل الدعي كوننا ننسبه إلى غير أبيه هو باعتبار أبيه ظلم والا لا ؟ ظلم كيف تنسبه إلى شخص ما أتى من صلبه وتحرم من أتى من صلبه من دعوته إليه هذا لاشك أنه جور ولهذا قلنا في الدرس الماضي أن اسم التفضيل هنا ليس في الطرف الآخر منه شيء لأنه ليس فيه أي عدل في أن تنسب الإنسان إلى غير أبيه وقلنا إن فائدة التقرير هنا بيان أن هذا الشيء قد بلغ الغاية في العدل لأن هذا جيء به باسم التفضيل (( أقسط عند الله )) هل أخذنا الجملة التي بعدها ؟
الطالب:...
الشيخ : له أب فإنه يدعى بأخوة الدين والولاية في الدين لقوله : (( فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ )) أما كونهم إخواننا في الدين فظاهر وأما كونهم موالي فإن كان عتيقاً للمرء فهو مولى له بالعتق وإن لم يكن عتيقاً فهو مولى له في الدين لأن المؤمنين كما قال الله تعالى : (( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ ))[التوبة :71]فهم إخوانكم ومواليكم فتناديهم يا أخي طيب لو قلت يا ابن أخي يصح ؟ يصح ولهذا ما وصلنا إلى الحقيقة المؤلف يقول : (( وَمَوَالِيكُمْ )) بنوا عمكم فجعل الولاية هنا ولاية النسب وليست ولاية الدين لكن في النفس من هذا من الشيء فالولاية إما ولاية دين وإما ولاية عتق فأما ولاية العتق فواضح أن العتيق مولىً لما أعتقه وأما ولاية الدين فظاهر أيضاً أن كل مؤمن وليٌ لأخيه المؤمن أما ولاية النسب كقوله بنو عمكم فهذه إن كانت اللغة العربية يأتي فيها مثل هذا التعبير فنحن نقبل ذلك لأن القرآن عربي ولا مانع من أن يكون للمعنى الواحد عدة أو للفظ الواحد عدة معانٍ إذا كانت لا تناقض بينها الآن انتهى الوقت.