تفسير قول الله تعالى : (( وأزواجه أمهاتهم )) حفظ
قال : (( وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ))... أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين شوفوا الفرق في التعبير ما قال النبي أبٌ للمؤمنين وأزواجه أمهاتهم قال : (( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ )) أشد من الأب أبوك ليس أولى بك من نفسك لكن الرسول عليه الصلاة والسلام أولى بك من نفسك فهذا أعظم من قوله : (( وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ )) ومن أجل هذه الولاية التي هو أولى بك من نفسك كانت أزواجه أمهات لنا من قِبلِهن والا من قبلنا يعني هل هن ينظرن إلينا كالنظر إلى الأبناء أو نحن ننظر إليهن كنظر الأمهات أو الأمرين ؟ الأمرين نحن نعلم أن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن بالنسبة لأمة محمد عليه الصلاة والسلام أمة الإجابة ينظرن إلى هذه الأمة كما تنظر الأم إلى أولادها ونحن يجب علينا أن ننظر إليهن كما ننظر إلى الأمهات لأنهن زوجات من هو أولى بنا من أنفسنا النبي عليه الصلاة والسلام فلا جرم أن يكن بمنزلة الأمهات في الاحترام والتقدير والدفاع عنهن وعدم التعرض مما وقع شيء من مخالفتهن لغيرة أو غيرها لأن النساء الزوجات كما تعرفون يكون بينهن غيرة فقد تخطئ المرأة خطأً يحملها عليه الغيرة ، والغيرة أمر يملك الإنسان ولا يملكه كما أن الغضب يملك الإنسان ولا يملكه كما وقع في مثل قوله تعالى : (( إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ))[التحريم :4]مثل هذا يجب علينا أن ندافع بقدر ما نستطيع من اتخذوا من مثل هذه القضية اتخذوا منفذاً للطعن في زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام ولا ريب أن من طعن في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقتصر طعنه عليهم بل يشمل الرسول عليه الصلاة والسلام أسألك لو أن رجلاً اتخذا من فواسق النساء زوجات له هل هذا مدح له أو قدح ؟ قدح بلا شك فمن قدح في واحدة من أمهات المؤمنين فإنه قدحه يتعدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بلا شك ولا سيما إذا كان القدح فيما يتعلق بالشرف والنزاهة ولهذا الصحيح من أقوال أهل العلم أن من رمى بالزنا واحدة من أمهات المؤمنين فإنه يكون كافراً كفراً مخرجاً عن الملة أما عائشة إذا رماها بما برأها الله به فهذا لاشك في كفره لأنه مكذب للقرآن وأما غيرها فإنه إذا قذف واحدة بالزنا فإنه مكذب للقرآن ايضا من جهة أخرى يقول الله تعالى : (( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ))[النور :26]ولاشك أن الزنا والعياذ بالله خبث فأنت إذا وصفت واحدة من أمهات المؤمنين بالزنا وإن لم تكن عائشة رضي الله عنها فقد وصفت النبي صلى الله عليه وسلم بالخبث نسأل الله العافية وحينئذ يكون الإنسان كافراً لاشك والصواب الذي عليه المحققون من أهل العلم أن من قذف واحدة من أمهات المؤمنين فانه يكون كافرا كفراً مخرجاً عن الملة وكذلك من قذف غيرهن من زوجات الأنبياء يكون كافراً للآية التي ذكرت (( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ ...)) إلى آخر الآية