تتمة لتفسير قول الله تعالى : (( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا )) حفظ
قال : (( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ )) ثم قال : (( وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا )) شديداً بالوفاء بما حملوه وهو اليمين بالله سبحانه وتعالى قوله وهو اليمين هذا تفسير للميثاق الغليظ وهل هذا الميثاق هو الأول أو غيره ؟ اختلف المفسرون فيه فقال بعضهم إنه هو الميثاق الأول وإنما أعيد من أجل الوصف وهو قوله : (( غَلِيظًا )) يرحمك الله (( وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا )) وقال آخرون إنه غير الأول لأن القاعدة أن الاسم إذا تكرر فإن كان بلفظ المعرفة فالغالب أن الثاني هو الأول وإن كان بلفظ النكرة فالغالب أن الثاني غير الأول هذا الغالب وليس دائماً فإنك ترى قوله تعالى : (( هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ ))[الرحمن :60]جاء معرفاً بأل والإحسان الثاني قطعاً غير الإحسان الأول لكن نعم الأكثر أنه إذا أعيد الاسم منكراً صار غير الأول وإن أعيد معرفاً صار الأول فهنا أعيد الميثاق منكرا ً قال : (( وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا )) فيكون الميثاق الثاني غير الميثاق الأول ما وجه المغايرة يقول إن الميثاق الأول هو الميثاق الذي أخذ على جميع بني آدم والميثاق الثاني هو الميثاق الخاص بالرسل بما حملوه من القيام بعبادة الله عز وجل وتبليغ شريعته والدعوة إليه وأما إذا قلنا إن الميثاق الثاني هو الأول فتكون فائدة إعادته هو وصفه بالغلظ يعني أنه ميثاق شديد أشد من الميثاق الذي أخذ على غيرهم .