تفسير قول الله تعالى : (( إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها )) حفظ
ثم قال : (( إِذْ جَاءَتْكُمْ )) هذا التقييد لا يعني تخصيص النعمة العامة في قوله : (( نِعْمَةَ اللَّهِ )) لكنه كالتمثيل لشيء من هذه النعمة (( إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ )) (( إذ )) أي حين جاءتكم جنود وهذه النعمة خصها بالذكر لأنها نعمة عظيمة كما سيتبين من تصوير الله عز وجل لها قال : (( إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ )) كلمة (( جنود )) نكرة لكنها يراد بها التعظيم والتكثير يعني إذ جاءتكم جنود كثيرة وهؤلاء الجنود هم الأحزاب من المشركين واليهود الذين تحزبوا لقتال النبي صلى الله عليه وسلم وكانت هذه الغزوة... في السنة الخامسة من الهجرة في شوال على الصحيح المشهور لأنه من المعلوم أن أحد كانت في السنة الثالثة من الهجرة في شوال وكانت السنة التي تليها ميعاداً لقريش لكنهم ما حضروا ثم في السنة الثالثة وهي الخامسة صارت غزوة الأحزاب وسببها أن الأشراف من بني النضير الذين أجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة لاشك أن قلوبهم امتلأت حقداً على النبي صلى الله عليه وسلم وعداوة فلما رأوا انتصار قريش في أحد أرادوا أن يستغلوا هذا الأمر فذهبوا إلى قريش وحرضوهم على قتال النبي صلى الله عليه وسلم ووعدوهم أن ينصروهم بكل ما يستطيعون وأن يتصلوا ببني قريظة الذين بقوا في المدينة يتصلوا ببني قريظة من أجل أن يساعدوهم على قتال النبي صلى الله عليه وسلم فاجتمعت أحزابٌ عظيمة قدرت بعشرة آلاف مقاتل معهم العدة والسلاح والعتاد وحضروا إلى المدينة ولما علم بهم النبي عليه الصلاة والسلام اهتم لذلك اهتماماً عظيماً ولكن اهتمام الرسول عليه الصلاة والسلام لا يعني الجبن والخور والضعف ولكنه يعني الاستعداد أخذ الحذر أخذاً بتوجيهات الله عز وجل فإن الله تعالى دائماً يحذر من الأعداء ويأمر بأن نعد لهم ما استطعنا من قوة فخرج بأصحابه بثلاثة آلاف مقاتل فقط وقيل بأقل من ذلك حتى قال بعضهم إلى سبعمائة مقاتل ونزلوا عند سلع وجعلوه خلف ظهورهم وحفروا الخندق بمشورة سلمان الفارسي رضي الله عنه من الحرة الشرقية إلى الحرة الغربية حفروه مع ما بهم من الجهد والتعب والمشقة والجوع والبرد وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يحفر معهم حتى إن التراب وارى جلدة بطنه عليه الصلاة والسلام كان يردد معهم
( اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة )
ويردد أيضاً قوله ( اللهم لو لا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزل سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا وإن أرادوا فتنة أبينا )
لأن هذا الإنشاد في هذا الموطن يثير الهمم وينشط وكان يمد صوته بقوله أبينا ، المهم حصل فيها أشياء كثيرة ليس هذا موضع ذكرها لكنها تدل على محن عظيمة أصابت المسلمين وهم مع ذلك صابرون ولما نزل الأحزاب نزلوا من الشرق والغرب (( مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ))[الأحزاب :10]ثم إن الله عز وجل بحكمته امتحن المسلمين بزيادة البلاء وهو أن بني النضير اتصلوا ببني قريظة وطلبوا منهم أن ينقضوا العهد الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم فتلكأت بنو قريظة وقالوا " كيف ننقض العهد بيننا وبين محمد وهؤلاء الجنود التي أتيتم بها ليس هذا محل إقامتهم ولا سكناهم إن رأوا نصراً شاركونا بالغنائم وإن رأوا هزيمة ذهبوا إلى بلادهم وبقينا نحن تحت سلطة محمد " وهذا كلام معقول لكنه معقول من الناحية الدنيوية فقط وأبوا أن يشاركوهم لكن ما زالوا بهم حتى أغروهم ونقضوا العهد فازداد ذلك في مشقة المسلمين ولكن الله عز وجل قال في كتابه : (( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ))[الحج :38]وإذا دافع الله تعالى عن شخص فلا تسأل عن حاله فإنه في حصن حصين بمدافعة الله سبحانه وتعالى ولهذا يقول يذكر الله المؤمنين بهذه النعمة (( إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ )) والتنكير هنا للتعظيم والكثرة يعني جنود كثيرة لكن بماذا قوبلوا ؟(( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا )) الريح سلط الله عز وجل هذه الريح الشرقية شديدة يعني جعل الله تعالى ريحاً شديدة عظيمة وباردة حتى هدمت خيامهم وأكفأت قدورهم وصارت الحجارة ترميهم كأنهم يرجمون بها رجماً يعني بدأت الريح تحمل الحجارة وتضرب بها قدورهم تضرب بها خيلهم وإبلهم وأبدانهم أيضاً وقلقوا قلقاً عظيماً ، والجنود الآخرون الملائكة تزلزل بهم وتلقي في قلوبهم الرعب ولم تقاتل لأنه ما حصل قتال لكنها زلزلتهم بيد الله عز وجل
( اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة )
ويردد أيضاً قوله ( اللهم لو لا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزل سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا وإن أرادوا فتنة أبينا )
لأن هذا الإنشاد في هذا الموطن يثير الهمم وينشط وكان يمد صوته بقوله أبينا ، المهم حصل فيها أشياء كثيرة ليس هذا موضع ذكرها لكنها تدل على محن عظيمة أصابت المسلمين وهم مع ذلك صابرون ولما نزل الأحزاب نزلوا من الشرق والغرب (( مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ))[الأحزاب :10]ثم إن الله عز وجل بحكمته امتحن المسلمين بزيادة البلاء وهو أن بني النضير اتصلوا ببني قريظة وطلبوا منهم أن ينقضوا العهد الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم فتلكأت بنو قريظة وقالوا " كيف ننقض العهد بيننا وبين محمد وهؤلاء الجنود التي أتيتم بها ليس هذا محل إقامتهم ولا سكناهم إن رأوا نصراً شاركونا بالغنائم وإن رأوا هزيمة ذهبوا إلى بلادهم وبقينا نحن تحت سلطة محمد " وهذا كلام معقول لكنه معقول من الناحية الدنيوية فقط وأبوا أن يشاركوهم لكن ما زالوا بهم حتى أغروهم ونقضوا العهد فازداد ذلك في مشقة المسلمين ولكن الله عز وجل قال في كتابه : (( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ))[الحج :38]وإذا دافع الله تعالى عن شخص فلا تسأل عن حاله فإنه في حصن حصين بمدافعة الله سبحانه وتعالى ولهذا يقول يذكر الله المؤمنين بهذه النعمة (( إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ )) والتنكير هنا للتعظيم والكثرة يعني جنود كثيرة لكن بماذا قوبلوا ؟(( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا )) الريح سلط الله عز وجل هذه الريح الشرقية شديدة يعني جعل الله تعالى ريحاً شديدة عظيمة وباردة حتى هدمت خيامهم وأكفأت قدورهم وصارت الحجارة ترميهم كأنهم يرجمون بها رجماً يعني بدأت الريح تحمل الحجارة وتضرب بها قدورهم تضرب بها خيلهم وإبلهم وأبدانهم أيضاً وقلقوا قلقاً عظيماً ، والجنود الآخرون الملائكة تزلزل بهم وتلقي في قلوبهم الرعب ولم تقاتل لأنه ما حصل قتال لكنها زلزلتهم بيد الله عز وجل