تفسير قول الله تعالى : (( وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا )) حفظ
يقول عز وجل : (( وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ )) زاغ الشيء بمعنى مال ومنه زاغت الشمس إذا مالت بالزوال طيب ومنه قوله تعالى : (( مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ))[النجم :17] أي ما مال (( الأبصار )) (( ال)) هنا للعهد أي عهد هو ؟ الذهني يعني زاغت الأبصار منكم يقول المؤلف في تفسيرها " مالت عن كل شيء إلى عدوها من كل جانب " يعني الأبصار ما صار لها نظر إلا هذا العدو كل شيء غفلت عن النظر إليه إلا هذا العدو وقد فسرها بعض المفسرين (( زَاغَتِ )) بمعنى مالت عن استقرارها أي شخصت من قوة الرعب صار الإنسان لا ينظر إلا إلى هذا الذي أمامه يراقبه يخشى منه وهذا شيء مشاهد بطبيعة البشر أن الإنسان إذا خاف من شيء يتجه بصره إلى أي شيء ؟ إلى هذا الشيء إلى ناحيته وتجد البصر كما يقول العامة لا يغضي أبداً منفتح يخشى من مباغته فالأبصار زاغت (( وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ )) (( القلوب )) يعني منكم قلوبكم (( بلغت الحناجر)) جمع حنجرة وهي منتهى الحلقوم وقوله " من شدة الخوف " تعليل لقوله : (( زاغت )) و(( بلغت )) (( الحناجر)) جمع حنجرة وهي منتهى الحلقوم يعني من هنا وهل هذا حقيقة (( بلغت القلوب الحناجر )) قال بعضهم إنها حقيقة وأن الخائف اذا اشتد خوفه انتفخت رئته فإذا انتفخت ضيقت على القلب وخرج ارتفع ولهذا يقال في الجبان أو في الخائف انتفخ سحره يعني رئته والأصل حمل الشيء على حقيقته ويجوز أن يكون هذا تصويراً عن شدة الرعب يعنى حتى إنها من شدة الرعب زالت القلوب عن أماكنها فلا تتنفس طبيعيا ًولا تنبض طبيعياً لأنها زالت عن أماكنها ثم قال : (( وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا )) " المختلفة بالنصر واليأس " هذا اختلاف نصر ويأس (( تظنون )) أي أنتم بالله ((الظُّنُونَا )) بالألف للإطلاق " والظنون هذه جمع ظن والمصدر لا يجمع إلا إذا كان أنواعاً أما إذا كان نوع واحد لا يمكن جمعه وإن كثر لكن إذا كان أنواعاً صح جمعه فهنا جمع الظن وهو مصدر لتنوعه يعني الظنون تدور في أفهامهم أو في أفكارهم مختلفة طولا ًوعرضاً هل سيزول هؤلاء الأحزاب هل سيقضون علينا هل سننتصر ؟ يعن تعرفون مقام الخوف ماذا يحدث للإنسان من الظنون والتفكيرات القريبة والبعيدة ، منهم من ظن اليأس أو أيس قال ما بعد هذا شيء ومنهم من ظن النصر كيف وأن النصر مع أن المقام حالك جداً ؟ لأنه يؤمن بأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع اليسر يسراً ويقولون نحن على حق فإذا كنا على حق وصبرنا فإن النصر ايش ؟ مضمون فلذلك يظن النصر ومنهم أصحاب المادة والظواهر الحسية يظنون ايش ؟ الهلاك وييأسون من النصر لأنهم ليس لديهم رصيد من الإيمان يعتمدون عليه ولاشك أن في الذين خرجوا لهذا أن فيهم منافقين كما سيظهر في القصة المهم أن الله قال : (( تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا )) وأطلق ذلك وأتى به بالجمع لأجل أن يذهب الإنسان في تصور هذا الظن كل مذهب ظنون كثيرة مختلفة متضاربة نعم
الطالب:...
الشيخ : إلا بلى كيف ولهذا جاءت الظنون بالجمع
الطالب:...
الشيخ : إلا بلى كيف ولهذا جاءت الظنون بالجمع