فوائد قول الله تعالى : (( فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها )) حفظ
ويستفاد من الآية الكريمة بيان قدرة الله عز وجل من قوله : (( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا ))[الأحزاب :9].
ويستفاد منها ما أشار إليه بعض أهل العلم من أن الريح إذا جاءت مفردة فإنها تكون في العذاب وإذا جاءت مجموعة تكون في الرحمة إلا أنها قد تأتي مفردة في الرحمة إذا وصفت لما يدل على ذلك مثل قوله تعالى : (( وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا ))[يونس :22].
ومن فوائد الآية الكريمة أن الملائكة جنود لله عز وجل لقوله : (( وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا )) فإن قلت هنا ما أضيفت إلى الله عز وجل فكيف تقول إنهم جنود الله ؟ لأنه يقول : (( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا )) أضاف إرسالهم إليه وقد قال تعالى في آية أخرى : (( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ))[المدثر :31]فإن قلت هل الرب عز وجل محتاج إلى جنود ؟ فالجواب طبعاً لا ولا يمكن أن يكون محتاج لكن لماذا سموا جنودا ًمع أنه لا حاجة به إليهم ؟ لأنهم يقومون بأمره ويدافعون عن أوليائه فهم بمنزلة الجنود وإلا فالله عز وجل لا يحتاج إليهم ولا إلى غيرهم لأنه غني عن كل أحد .
ومن فوائد الآية الكريمة أن الناس لا يرون الملائكة لقوله : (( لَمْ تَرَوْهَا )) وهو كذلك لكن قد يرونهم إذ لم رأى الناس جبريل حين جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام يسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وأماراتها ...