تفسير قول الله تعالى : (( ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسئولا )) حفظ
(( وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا ))[الأحزاب :15](( وَلَقَدْ كَانُوا )) الجملة هذه مؤكدة بكم مؤكد ؟
الطالب : الواو
الشيخ : الواو ما هي مؤكدة
الطالب :باللام وقد
الشيخ : باللام وقد ايش بعد نحن قلنا ثلاثة
الطالب :...
الشيخ : وقسم مقدر كلما جاء مثل هذا التعبير في القرآن فإنه مؤكد بالمؤكدات الثلاثة يعني والله لقد كانوا عاهدوا الله من قبل القسم تقدم لنا أن الله تعالى يقسم عن الشيء لا في جانب الإنكار ولكن في جانب الأهمية وقد يقسم عليه في جانب الإنكار مثل (( زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ))[التغابن :7]هنا أكد الله تعالى هذا العهد منهم أنهم عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وهذا العهد بينهم وبين الرسول عليه الصلاة والسلام والمعاهدة مع الرسول صلى الله عليه وسلم معاهدة مع الله كما قال الله تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ ))[الفتح :10]فهم عاهدوا الرسول عليه الصلاة والسلام ألا يفروا ولا يولون الأدبار ولكنهم نقضوا العهد لأن نقض العهد والخيانة والكذب من خصال من ؟ من خصال المنافقين تلك سجية فيهم نسأل الله العافية (( عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ )) ما محل قوله : ((لا يُوَلُّونَ )) من الإعراب ؟ قال بعضهم أنه لا محل لها من الإعراب لأنها جواب لقوله عاهد وقال بعضه إنها بيان للمعاهدة يعني أن المعاهدة التي وقعت أنهم لا يولون الأدبار كلمة (( لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ )) تحتاج إلى مفعولين المفعول الأول الأدبار والمفعول الثاني محذوف والتقدير لا يولون عدوهم أدبارهم تولية الدبر معناه الانصراف والانحراف فبدل من أن تكون وجوههم نحو العدو تكون أدبارهم نحو العدو فهم أقسموا في الأول وعاهدوا انهم لا يولون الأدبار عند ملاقاة الأعداء ولكنهم نقضوا العهد قال الله تعالى : (( وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا )) قال المؤلف (( وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا )) عن الوفاء به فعلى هذا تكون المسؤولية ما هو على العهد نفسه بل عن الوفاء به فالعهد مسئول يعني مسئول عن الوفاء به والسؤال عن الوفاء به سؤال عن وقوعه أيضاً فيقال مثلاً أليس بيني وبينك عهد ألم تنقض العهد فيكون السؤال عن نفس العهد وعن الوفاء به هذه المسؤولية متى تكون في الدنيا أو في الآخرة ؟ أما المسؤولية التي بين الإنسان وبين ربه فإنها في الآخرة وأما المسؤولية التي تكون بينه وبين الناس فهي في الدنيا يطالب بالوفاء بالعهد (( وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا ))