فوائد قول الله تعالى : (( قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا )) حفظ
ثم قال تعالى : (( قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا )) في الآية هذه دليل على أنه لا فرار من قدر الله لقوله : (( قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ )) طيب قوله : (( مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ )) متعلق بـ(( فررتم )) وإلا بـ(( الفرار )) ؟ هذه جملة معترضة في الواقع من الفوائد قل لن ينفعكم الفرار من الموت أو القتل متعلق بـ(( فررتم )) وإلا بـ(( الفرار )) ؟ قل لن ينفعكم الفرار من الموت أو القتل إن فررتم وتكون الجملة الشرطية (( إن فررتم )) جملة معترضة وهذا أوضح في المعنى يستفاد منها أنه لا فرار من قدر الله
هل يستفاد من الآية الكريمة إبطال الأسباب ؟ لأن الإنسان لو رأى ناراً تلتهم الشجر مقبلة عنه هل يهرب وإلا لا ؟ يهرب إذاً يهرب وربما ينجو ، هي غير هذه لكن ما هو المخلص يعني لو قال قائل هذه الآية تنفي العمل بالسبب فالجواب على ذلك نقول إذا كان العمل بالسبب مبطلاً للحكم الشرعي فإنه لا يجوز كهذه الآية أو كهذه الحال فإبطال الأسباب القدرية بانتهاك الأحكام الشرعية هذا لا يجوز يعني كلما الإنسان يترك الحكم الشرعي الواجب خوفاً من آثاره جائز ؟ ليس بجائز لكن سبب حقيقي مأذون فيه شرعاً يفعل وإلا لا ؟ فلتفعله ما نقول للرجل إذا رأيت نار مقبلة عليك قف لا تفر لا ينفعك الفرار هذا ما هو صحيح بل نقول في هذه الحال فر لأن هذا سبب مباح مأذون فيه شرعي وسبب حقيقي لكن نبغي نجعل الأسباب معطلة للأحكام الشرعية هذا لا يجوز .
ويستفاد من الآية الكريمة بيان نفوذ حكم الله عز وجل الشرعي والقدري أما القدري فلا إرادة لك فيه وأما الشرعي فلك فيه إرادة ولهذا نقول بالنسبة للشرعي وجوب تنفيذ حكم الله الشرعي لأن الله تعالى عاب هؤلاء الفارين لكون فرارهم يتضمن إسقاط حكم شرعي أي نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة أن البقاء في الدنيا وإن طال فهو قليل لقوله : (( وَإِذًا لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا )) نعم وقد قال الله تعالى في آية أخرى : (( قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا ))[النساء :77].
ومن فوائد الآية الكريمة توبيخ هؤلاء الذين فروا للإبقاء على حياتهم يؤخذ من أمر الله نبيه أن يقول لهم : (( لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ )) وهذا لاشك أنه على سبيل التوبيخ لهم ولهذا قال : (( وإذا )) يعني لو فررتم ونجوتم من هذه الحادثة ما تنجون من الموت (( لا تمتعون إلا قليلاً )) نعم هذا من جبن المنافقين أنه أهل جبن وذل وخوف ورعب وهذا أيضا ًيترتب عليه مشكلة وهي أن الخوف من الموت أمر طبيعي قال الله تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام : (( قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ ))[القصص :33]وهذه فيها إشكال .
الطالب :...؟
الشيخ : كلمة ...الفرق أن يقولوا هذا غير هذا ما يكفي.
الطالب : وجه المعارضة ؟
الشيخ : وجه المعارضة أنه خاف من القتل وهؤلاء خافوا من القتل . القتل كما أشرنا إليه قبل قليل الخوف من القتل الذي يستلزم إبطال حكم شرعي هذا ما يجوز أما هذا خاف من القتل لأنه تسبب له وهو ممكن أن يقتل وإلا لا ؟ موسى ممكن أن يقتل لأنه فعل ما يستلزم القتل عند هؤلاء .