تفسير قول الله تعالى : (( قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا )) حفظ
ثم قال تعالى : (( قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ )) المثبطين (( مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ))[الأحزاب :18](( قد )) هنا للتحقيق والأصل أنها إذا دخلت على المضارع يا أحمَد تكون لإيش ؟
الطالب :...
الشيخ : الظاهر أنك ما معنا....خذ بالك من التحقيق (( قد يعلم )) والأصل أنها إذا دخلت على المضارع تكون للتقليل كمن يقال قد يجود البخيل لكن هنا للتحقيق لأن علم الله عز وجل محقق وليس للتقليل وقوله وإنما جاءت (( قد يعلم )) دون قد علم ليفيد أن علم الله عز وجل مستمر بهم من ذلك الوقت إلى يوم القيامة لأن الله تعالى عالم بهم وبأحوالهم وتقلباتهم وقوله : (( المعوقين )) قال المؤلف المثبطين لأن المثبط يعوق الإنسان المثبط أي يحول دونه ودون مراده وهو ما يسمى عند الفقهاء بإيش بالمخذل فالفقهاء يقولون في باب الجهاد يجب على الإمام أن يمنع المخذل والمرجف فالمخذل الذي يثبط العزائم يقول ما لا داعي للجهاد وليس عندنا استعداد وما أشبه ذلك والمرجف هو الذي يرهب من الأعداء ويخوف منهم يقول أعداؤكم كثيرون وأسلحتهم قوية وما أشبه ذلك .
الطالب :...؟
الشيخ : المعوق يعني ، ما في مانع هذا التعبير بالمعنى نعم .
الطالب :...؟
الشيخ : ما في شك ...احسن لكن لأجل التفصيل لأن المعوق قد لا يفهمه كل أحد
الطالب :...
الشيخ :المثبط لا هنا المعوق ...بالمثبط (( المعوقين منكم )).
الطالب :...؟
الشيخ : لا
الطالب :...
الشيخ :لعلك تريد أن هل تأتي للتحقيق هذا صحيح .
يقول تعالى : (( المعوقين منكم )) الخطاب لمن ؟ للنبي عليه الصلاة والسلام والصحابة فهذا موجود في الصحابة من يعوق " (( والقائلين لإخوانهم هلم إلينا )) تعالوا إلينا (( ولا يأتون البأس )) القتال (( إلا قليلاً )) رياءً وسمعة " (( والقائلين لإخوانهم )) (( القائلين )) معطوف على (( المعوقين )) يعني ويعلم القائلين لإخوانهم هلم إلينا وهذا غير التعويق لأن المعوق هو الذي يعرف الشيء الذي يعوق الإنسان لكن لا يدعوه ولكن هؤلاء يقولون لإخوانهم فهو أبلغ من التعويق وقوله : (( والقائلين لإخوانهم )) هذه غير المعوقين فليس عطف صفة ولكنه عطف ذات والأصل في التعاطف أن يكون لتغير الذوات وقد يكون لتغير الصفات وقد يكون لتغير
الطالب :...
الشيخ :لا ، ما أسرع ما تنسون العطف للتغاير إما في الذات أو في الصفات
الطالب :...
الشيخ :لا
الطالب :...
الشيخ :لا أو اللفظ يا إخواني كل يوم يقرع أسماعكم ألف قول كذباً ومينا هذا ما تغير معنى المعنى واحد لكن تغير لفظ وقوله : (( والقائلين لإخوانهم ))(( هلم إلينا )) هذا في المنافقين وسموا إخوانهم في النسب وليسوا إخوانهم في الدين اللهم إلا أن يراد الأخوة الظاهرة فإن هؤلاء يتظاهرون بأنهم مؤمنون (( هلم )) تعالوا إلينا (( هلم )) هل هي فعل أمر أو اسم فعل أمر ؟ اسم فعل أمر نعم لأنه ليس كل ما دل على الطلب فهو فعل أمر ، المصدر قد يدل على الطلب كما لو قلت ضربا زيداً لكن ما دل على الطلب بذاته بغير أداة خارجية فإما أن يقبل علامة فعل الأمر أو لا فإن قبلها فهو فعل أمر وإن لم يقبل فهو اسم فعل أمر أو قد يكون مصدر نائباً عن الأمر ، عرفتم وقولنا بغير أداة خارجية احترازاً من المضارع المقرون بلام الأمر ، المضارع المقرون بلام الأمر يدل على الأمر لكن لا بذاته بل بأداة أخرى خارجية وهي اللام لام الأمر طيب (( هلم )) هنا اسم فعل أمر لأن عيسى نقول له هلم إلينا هلم إلى الدرس وأحمد وعيسى جميعاً نقول لهما هلم إلينا جميعاً نعم ونضم إليهما ....ونقول هلم إلى الدرس ما تغير مفرد مثنى وجمع ولم يتغير وإلا لا ؟ أما لو كنا نخاطب واحداً فنقول هلم إلينا ونخاطب اثنين فنقول هلما إلينا ونخاطب ثلاثة فنقول هلموا إلينا لكان فعل أمر ولهذا نقول قم وقوما وقوموا فهي إذاً اسم فعل أمر تخاطب بها الواحد والاثنين والجماعة ولا تتغير هذا على لغة أهل الحجاز أما بني تميم فإنها عندهم فعل أمر ولهذا يقولون للواحد هلم إلينا وللاثنين هلما إلينا وللجماعة هلموا إلينا فهي فعل أمر نعم هنا يدل على أنها اسم فعل أمر لأنها لو كانت فعل أمر لقال هلموا إلينا يعني تعالوا هذا بالنسبة لغيرهم يدعون غيرهم إلى ترك القتال تعالوا ، هم قال : (( وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا )) (( لا يأتون البأس )) يعني القتال (( إلا قليلاً )) والقليل هنا قد يكون مراد به العدم وقد يكون المراد به الشيء اليسير القلة ويمكن أن يراد به العدم بالنسبة لقوم والقلة بالنسبة لآخرين من المنافقين لأن من المنافقين من لا يحضر القتال أصلاً ومنهم من يحضر قليلاً للرياء والسمعة ومعلوم أن من يلاحظ الرياء والسمعة فإنه إذا كان في محل يجد الرياء والسمعة حضر وإذا كان في محل لا يجد الرياء ولا سمعة لم يحضر ، ما الفرق بين الرياء والسمعة ؟ الرياء يعود إلى الأفعال والسمعة يعود إلى الأقوال لأن الأفعال ترى والأقوال تسمع ولهذا جاء في الحديث ( من راءى راءى الله به ومن سمع سمع الله به ) فإذا تكلم شخص بذكر ورفع صوته ليسمع ويثنى عليه به فبماذا نصف فعله سمعة وإذا قام يصلي ليراه الناس فهو رياء نعم وقد يطلق الرياء عليهما جميعاً لكن عندما يجتمعان فيكون الرياء متعلق بالأفعال والسمعة بالأقوال يقول رياءً وسمعة ،
الطالب :...
الشيخ : الظاهر أنك ما معنا....خذ بالك من التحقيق (( قد يعلم )) والأصل أنها إذا دخلت على المضارع تكون للتقليل كمن يقال قد يجود البخيل لكن هنا للتحقيق لأن علم الله عز وجل محقق وليس للتقليل وقوله وإنما جاءت (( قد يعلم )) دون قد علم ليفيد أن علم الله عز وجل مستمر بهم من ذلك الوقت إلى يوم القيامة لأن الله تعالى عالم بهم وبأحوالهم وتقلباتهم وقوله : (( المعوقين )) قال المؤلف المثبطين لأن المثبط يعوق الإنسان المثبط أي يحول دونه ودون مراده وهو ما يسمى عند الفقهاء بإيش بالمخذل فالفقهاء يقولون في باب الجهاد يجب على الإمام أن يمنع المخذل والمرجف فالمخذل الذي يثبط العزائم يقول ما لا داعي للجهاد وليس عندنا استعداد وما أشبه ذلك والمرجف هو الذي يرهب من الأعداء ويخوف منهم يقول أعداؤكم كثيرون وأسلحتهم قوية وما أشبه ذلك .
الطالب :...؟
الشيخ : المعوق يعني ، ما في مانع هذا التعبير بالمعنى نعم .
الطالب :...؟
الشيخ : ما في شك ...احسن لكن لأجل التفصيل لأن المعوق قد لا يفهمه كل أحد
الطالب :...
الشيخ :المثبط لا هنا المعوق ...بالمثبط (( المعوقين منكم )).
الطالب :...؟
الشيخ : لا
الطالب :...
الشيخ :لعلك تريد أن هل تأتي للتحقيق هذا صحيح .
يقول تعالى : (( المعوقين منكم )) الخطاب لمن ؟ للنبي عليه الصلاة والسلام والصحابة فهذا موجود في الصحابة من يعوق " (( والقائلين لإخوانهم هلم إلينا )) تعالوا إلينا (( ولا يأتون البأس )) القتال (( إلا قليلاً )) رياءً وسمعة " (( والقائلين لإخوانهم )) (( القائلين )) معطوف على (( المعوقين )) يعني ويعلم القائلين لإخوانهم هلم إلينا وهذا غير التعويق لأن المعوق هو الذي يعرف الشيء الذي يعوق الإنسان لكن لا يدعوه ولكن هؤلاء يقولون لإخوانهم فهو أبلغ من التعويق وقوله : (( والقائلين لإخوانهم )) هذه غير المعوقين فليس عطف صفة ولكنه عطف ذات والأصل في التعاطف أن يكون لتغير الذوات وقد يكون لتغير الصفات وقد يكون لتغير
الطالب :...
الشيخ :لا ، ما أسرع ما تنسون العطف للتغاير إما في الذات أو في الصفات
الطالب :...
الشيخ :لا
الطالب :...
الشيخ :لا أو اللفظ يا إخواني كل يوم يقرع أسماعكم ألف قول كذباً ومينا هذا ما تغير معنى المعنى واحد لكن تغير لفظ وقوله : (( والقائلين لإخوانهم ))(( هلم إلينا )) هذا في المنافقين وسموا إخوانهم في النسب وليسوا إخوانهم في الدين اللهم إلا أن يراد الأخوة الظاهرة فإن هؤلاء يتظاهرون بأنهم مؤمنون (( هلم )) تعالوا إلينا (( هلم )) هل هي فعل أمر أو اسم فعل أمر ؟ اسم فعل أمر نعم لأنه ليس كل ما دل على الطلب فهو فعل أمر ، المصدر قد يدل على الطلب كما لو قلت ضربا زيداً لكن ما دل على الطلب بذاته بغير أداة خارجية فإما أن يقبل علامة فعل الأمر أو لا فإن قبلها فهو فعل أمر وإن لم يقبل فهو اسم فعل أمر أو قد يكون مصدر نائباً عن الأمر ، عرفتم وقولنا بغير أداة خارجية احترازاً من المضارع المقرون بلام الأمر ، المضارع المقرون بلام الأمر يدل على الأمر لكن لا بذاته بل بأداة أخرى خارجية وهي اللام لام الأمر طيب (( هلم )) هنا اسم فعل أمر لأن عيسى نقول له هلم إلينا هلم إلى الدرس وأحمد وعيسى جميعاً نقول لهما هلم إلينا جميعاً نعم ونضم إليهما ....ونقول هلم إلى الدرس ما تغير مفرد مثنى وجمع ولم يتغير وإلا لا ؟ أما لو كنا نخاطب واحداً فنقول هلم إلينا ونخاطب اثنين فنقول هلما إلينا ونخاطب ثلاثة فنقول هلموا إلينا لكان فعل أمر ولهذا نقول قم وقوما وقوموا فهي إذاً اسم فعل أمر تخاطب بها الواحد والاثنين والجماعة ولا تتغير هذا على لغة أهل الحجاز أما بني تميم فإنها عندهم فعل أمر ولهذا يقولون للواحد هلم إلينا وللاثنين هلما إلينا وللجماعة هلموا إلينا فهي فعل أمر نعم هنا يدل على أنها اسم فعل أمر لأنها لو كانت فعل أمر لقال هلموا إلينا يعني تعالوا هذا بالنسبة لغيرهم يدعون غيرهم إلى ترك القتال تعالوا ، هم قال : (( وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا )) (( لا يأتون البأس )) يعني القتال (( إلا قليلاً )) والقليل هنا قد يكون مراد به العدم وقد يكون المراد به الشيء اليسير القلة ويمكن أن يراد به العدم بالنسبة لقوم والقلة بالنسبة لآخرين من المنافقين لأن من المنافقين من لا يحضر القتال أصلاً ومنهم من يحضر قليلاً للرياء والسمعة ومعلوم أن من يلاحظ الرياء والسمعة فإنه إذا كان في محل يجد الرياء والسمعة حضر وإذا كان في محل لا يجد الرياء ولا سمعة لم يحضر ، ما الفرق بين الرياء والسمعة ؟ الرياء يعود إلى الأفعال والسمعة يعود إلى الأقوال لأن الأفعال ترى والأقوال تسمع ولهذا جاء في الحديث ( من راءى راءى الله به ومن سمع سمع الله به ) فإذا تكلم شخص بذكر ورفع صوته ليسمع ويثنى عليه به فبماذا نصف فعله سمعة وإذا قام يصلي ليراه الناس فهو رياء نعم وقد يطلق الرياء عليهما جميعاً لكن عندما يجتمعان فيكون الرياء متعلق بالأفعال والسمعة بالأقوال يقول رياءً وسمعة ،