فوائد قول الله تعالى : (( قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا )) حفظ
ثم قال تعالى : (( قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ ... ))[الأحزاب :18] الى آخره يستفاد من هذه الآية الكريمة إحاطة علم الله سبحانه وتعالى بكل شيء لأن هذه مسألة جزئية من العالم قول هؤلاء : (( هلم إلينا )) وتعويقهم فرد من أفراد العالم جزء بسيط لا ينسب إلى العالم ومع ذلك يعلمه الله والعالم بالدقيق عالم بالجليل من باب أولى نعم ففيها اثبات إحاطة علم الله بكل شيء جملة وتفصيلاً
ومن فوائدها ثبوت علم الله في المستقبل نعم لأنها جاءت بصيغة المضارع
ومنها التهديد والتحذير من التعويق عن القتال وجهه ؟ (( قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ )) وهذا من أجل تهديدهم حتى لا يفعلوا ذلك .
ومن فوائد الآية الكريمة تعاون المنافقين بعضهم مع بعض لقوله : (( وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ )) واذا كان كذلك فإن (( القائلين )) تكون عطفاً على (( المعوقين )) من باب عطف الصفات وذكرنا في التفسير أنها محتملة أن تكون عطف الصفات أو عطف الذوات فإن كانت من عطف الصفات صار المعوقون هم القائلين وإن كان عطف ذوات صاروا قسمين معوق وقائل فالمعوق قد يدعو ...اترك وقد لا يدعو ولكن على كل حال هي في المنافقين نعم لأن آخر الآية يبطل الاحتمال الذي ذكرناه أمس بأن تكون في أحد من المؤمنين.
ويستفاد من الآية الكريمة أن أولئك المعوقين لغيرهم هم بأنفسهم جبناء لقوله : ((وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا )) فهم جبناء ومخذلون ومرجفون .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً أن كل إنسان يصاحب غيره ويمتزج به لقوله : (( وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ )) فإن هذه إخوة في الشر والنفاق وليست في الإيمان