تتمة تفسير قول الله تعالى : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) حفظ
وقوله : (( أسوة حسنة )) قال المؤلف" اقتداء به في القتال والثبات في مواطنه " هذا التفسير من المؤلف رحمه الله فيه نظر إيش وجه النظر فيه أنه خصصه بالقتال والحقيقة أنه أسوة حسنة في كل ما يفعله كل ما كان من سنته فإن لنا فيه أسوة حسنة وقوله : (( أسوة حسنة )) فيها معنيان :
المعنى الأول : أن التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم كله حسن لأنه عليه الصلاة والسلام معصوم من الخطأ في التشريع فكل تأسي به فهو حسن بخلاف التأسي في غيره فقد يكون حسناً وقد يكون غير حسن.
المعنى الثاني : أسوة حسنة باعتبار تأسينا به لا باعتبار ما هو عليه والأسوة الحسنة باعتبار تأسينا به هو أن نكون موافقين له في القول والفعل والقصد الذي هو العقيدة نوافقه في هذه الأمور الثلاثة في العقيدة والقول والفعل هذه الأسوة الحسنة فمن وافقه في قوله دون فعله لم يتأس به أسوة حسنة ومن وافقه في فعله دون قوله لم يتأس به أسوة حسنة ومن تأس في قوله وفعله دون عقيدته وقصده لم يتأس به أسوة حسنة ويدخل في الأسوة الحسنة الدعوة إلى دين الله فإن الرسول عليه الصلاة والسلام لاشك أنه يدعو إلى دين الله (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ))[يوسف :108]وبهذا نعرف أنه ينبغي لطالب العلم أن يكون حركياً في مجتمعه لا نسخة كتاب فقط بمعنى أن يكون محركاً لضمائر الناس ومشاعرهم وتوجيهم ويكون لديه عزيمة في إصلاح الخلق حتى لا يكون مجرد نسخة ، مجرد نسخة وإيش الفائدة منها يقول والله حفظت الزاد وحفظت بلوغ المرام وحفظت المنتقى وما أشبه ذلك لكن ما العمل وإيش الفائدة أو تقول أنا أجلس في بيتي إن جاء أحد يسألني علمته وإلا ما ، لا يجب نبث الوعي بين المسلمين ولا سيما في هذا الوقت في عصرنا هذا لأن الناس بدأوا يتحركون سئموا الحياة السابقة وصاروا يتحركون الآن لكن يحتاجون إلى بداية ودلالة لأنهم قد يتحركون إلى شيء سيء عندما تولى طلبة العلم الذين وهبهم الله العلم توجيه الناس لهذه الأمور حصل في هذا خير كثير كما كان نبينا صلى الله عليه وسلم يفعل ، الأسوة الحسنة في الرسول يدخل فيها الدعوة إلى دين الله عز وجل ، قال : (( لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ )) صار الحسنة في ذاتها وفي تطبيقها في ذاتها بمعنى أن التأسي به حسن ولا يمكن أن يكون عليه الصلاة والسلام شيء من أفعاله غير موصوف بالحسنى وحسنة في تطبيق هذا التأسي بالعقيدة والقول والفعل