فوائد قول الله تعالى : (( يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب ... )) حفظ
قال تعالى : (( يَحْسَبُونَ الأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا...))[الأحزاب :20]يستفاد منه قوة جبن هؤلاء المنافقين حيث يظنون أن العدو باقٍ وهو قد ذهب يا ولد فإن قلت هل لهذا الشاهد ؟ قلت نعم لو أن رجلاً جباناً رأى أسداً في مغارة وذهب الأسد من هذه المغارة وأخرج فقلت لهذا الرجل الجبان تفضل امشي من عند المغارة هذه إيش يقول ؟ يقول لا في أسد لأنه جبان فالجبان يظن أن عدوه لم يبرح مكانه ويخشى حتى من ظله .
يستفاد من الآية الكريمة أيضاً أن هؤلاء المنافقين لو عاد الأحزاب مرة أخرى لودوا أنهم في الأعراب لا في المدن لقوله : (( وَإِنْ يَأْتِ الأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ )) وأيهما أحسن عيشاً عيش البادية وإلا عيش المدن ؟ المدن لكن لجبنهم يتمنون أن يذهبوا إلى البادية ولا يحضروا هؤلاء الأحزاب .
ومن فوائد الآية الكريمة أن هؤلاء المنافقين لا يريدون أن يشاركوا المؤمنين في معاركهم لقوله : (( يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ )) هم يحبون أن يكونوا بعيدين عن المعارك ما يتحسسون إلا الأخبار فقط.
ومن فوائد الآية الكريمة أن المنافق لو شارك المؤمنين في القتال فإنه لن يقاتل إلا قليلا (( وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا )) وهاهنا مسألة هل يجوز لنا أن نشرك المنافقين في قتالنا إذا علمنا أنهم منافقون أو لا نشاركهم ؟ لا نشركهم لأن ضررهم علينا أكثر بكثير من نفعهم أما ما لا نعلم حالهم فإن الأصل أن يؤاخذ الإنسان بظاهر حاله نعم .
الطالب : عنده خوف...يخاف كثير ولا يقاتل مع المؤمنين فهل نقول منافق؟
الشيخ :الله أعلم بما في قلبه لكن في ظنهم ما أحد يخاف إلى هذا الحد لأنه من إيش يخاف لأنه غاية ما عنده القتل وهو إذا قتل في سبيل الله له خير من أن يموت على فراشه .
الطالب :...؟
الشيخ : هؤلاء يمكن ....لو يتحرك خافوا منه يجب على الإنسان أن يتغلب على هذه الأشياء.