تفسير قول الله تعالى : (( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا )) حفظ
قال الله عز وجل : (( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ))[الأحزاب :25]ردهم أي أرجعهم على أدبارهم خائبين (( الذين كفروا )) يعني الأحزاب من قريش وغيرهم وقوله : (( بغيظهم )) الباء هنا للملابسة أي متلبسين بالغيظ فالجار والمجرور في موضع نصب على الحال يعني أنهم رجعوا مغتاظين غاية الغيظ ووجه اغتياظهم أنهم جاءوا بهذا الجمع الكثير الذي لم يشهد له نظير في ذلك الوقت يريدون ماذا ؟ يريدون القضاء على النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك ما الذي حصل لهم ؟ حصل لهم التعب والعنت والجوع والبلاء وآخر الأمر أن رجعوا هاربين ولاشك أن مثل هذا سوف يؤثر على الإنسان سوف يملأ قلبه غيظاً وحسرة وندماً كيف يأتي بهذا الجيش الذي جمعه لهم وأبدأ فيه وأعاد وآخر الأمر أن ينقلب ولا يكون معركة ولهذا قال : (( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا )) خيراً من ؟ لا من أمر الدنيا ولا من أمر الآخرة أما أمر الآخرة فإنهم لمن ينالوا خيراً لقتالهم للنبي على كل حال وأما أمر الدنيا فالذي يرونه هم خيراً لأنفسهم فهل نالوه ؟ لا فهم ما نالوا خيراً لا في الدين ولا في الدنيا ولله الحمد حتى ما يظنونه خيراً من هزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم والقضاء عليه وعلى أصحابه ما حصل لهم ذلك (( لم ينالوا خيراً )) وقوله : (( خيراً )) نكرة في سياق النفي اي شيء ؟لم وتفيد العموم يعني ما نالوا أي خير لا قليلاً ولا كثيراً وهذه من نعمة الله عز وجل وأضاف الله الرد إلى نفسه (( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا )) لأن رجوعهم ليس بحول النبي صلى الله عليه وسلم ولا بقوته ولا بحول أصحابه ولا بقوتهم ولكنه بحول الله تعالى وقوته