فوائد قول الله تعالى : (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )) حفظ
ثم قال تعالى : (( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ))[الأحزاب :23] يستفاد من هذه الآية الكريمة الثناء على أولئك المؤمنين الذين عاهدوا الله فصدقوه وجه ذلك السياق (( رجال )) فإن الرجال نكرة للتعظيم يعني رجال عظماء صدقوا ما عاهدوا الله عليه .
ومن فوائدها أن أولئك الذين صدقوا ما عاهدوا الله منهم من توفي واستشهد ومنهم من بقي وقد ذكرنا مثلاً بمن استشهد من ؟ أنس بن النضر رضي الله عنه فإنه استشهد في أحد ووجد فيه بضع وثمانون ضربة .
ومن فوائدها أيضاً أن الله أثنى على هؤلاء أنهم أتوا بما عاهدوا الله عليه على وجه الكمال بدون نقص ولا تغيير لقوله : (( وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )) .
ومن فوائدها أن من مات سابقاً ومن مات لاحقاً إذا كان سواء فيما قام به مما يجب فإنه لا فرق بين المتقدم والمتأخر كما قال : (( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ )) وجعل الثناء عليهم واحداً لكن في الأعمال الأخرى من تأخر موته فعمل صالحاً فهو أكمل من الأول ولكنه بالنسبة لما اتفق فيه من العمل الصالح لا فرق بين الأول والآخر .