تفسير قول الله تعالى : (( ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما )) حفظ
(( وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ )) هذا عكس الأول لما قلنا إذا أتين بفاحشة مبينة ضعف العذاب عليهن جازاهن الله تعالى بالعدل من جهة أخرى فقال : (( وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ )) (( يقنت )) يطع ولكن القنوت لله تعالى غير القنوت للرسول عليه الصلاة والسلام القنوت لله قنوت عبادة وتذلل وتعظيم والقنوت للرسول عليه الصلاة والسلام قنوت طاعة الزوج وليس هو كقنوتهن لله عز وجل : (( وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ )) لله بالطاعة والعبادة ولرسول الله صلى الله عليه وسلم بأداء حقوقه التي تجب للزوج على زوجته (( وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ )) (( وتعمل صالحا )) تعمل عملاً صالحاً والعمل الصالح ما كان خالصاً صواباً والخالص الصواب يعني أنه جمع بين الشرطين الأساسيين في كل عبادة وهما الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كل عبادة لابد فيها من هذين الشرطين فمن اتبع للرسول ولم يخلص لله فصلاته باطلة لأنها رياء ومن أخلص لله ولم يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم فصلاته باطلة أيضاً فعبادته باطلة لقول عليه الصلاة والسلام : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) إذاً الأخ ما هما الشرطان الأساسيان في صحة العبادة ؟
الطالب: الاخلاص والمتابعة
الشيخ : نعم فالمتابعة مع الإخلاص
الطالب:...
الشيخ : نعم فإذا وجد متابعة بدون إخلاص ؟
الطالب: لا يقبل
الشيخ : لا يقبل العمل فالإخلاص بلا متابعة لا يقبل لابد من الأمرين وهكذا كل ما ذكر الله عز وجل عملاً صالحاً فالمراد بالصالح ما يتضمن هذين الشرطين الأساسيين قال الله عز وجل : (( نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ )) (( نؤتها )) لم يقل نؤتيها بالياء لماذا ؟
الطالب:...
الشيخ : جواب الشرط وهو قوله : (( ومن يقنت )) وجواب الشرط يكون مجزوماً والفعل هنا مجزوم بحذف حرف العلة وأصله نؤتيها فلما جزم حذف حرف العلة نؤتها فمعنى (( نؤتها )) أي نعطها ولهذا نصبت مفعولين المفعول الأول (( ها )) والثاني (( أجرها )) (( نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ )) أي مثلي ثواب غيرهن من النساء وفي قراءة بالتحتانية في (( تعمل )) و
الطالب :...
الشيخ : (( يعمل )) وفي (( نؤتها )) يعني و(( يؤتها )) والقراءة هذه سبعية حسب اصطلاح المؤلف و(( يؤتها )) أي الله و (( نؤتها )) أي نحن فالضمير يعود على من ؟ على الله (( نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ )) كما أنها إذا أتت بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين فإذا قنتت لله ورسوله وعملت صالحاً آتاها الله تعالى أجرها مرتين وإيتاء الأجر مرتين ليس بغريب فقد أثبت الله تعالى الأجر مرتين في عدة مسائل مثل
الطالب :...
الشيخ :لا (( أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ))[القصص :54]وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الرجل من أهل الكتاب إذا آمن بكتابه ثم آمن بمحمد عليه الصلاة والسلام فإن الله تعالى يؤته أجره مرتين وقال كثير من أهل العلم في قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ))[الحديد :28]أن هذا هو أجر هذه الأمة يضاعف على غيرها مرتين والمهم أن فضل الله تعالى واسع قد يثيب العامل أجره مرتين لسبب من الأسباب .
الطالب :...؟
الشيخ : هذا في الحديث .
الطالب : ...؟
الشيخ : هي التي قرأناها (( أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عنه ))[القصص54 :55].
يقول : " (( وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا )) (( أعتدنا )) أي هيأنا لها (( رزقا )) عطاء (( كريماً )) حسناً وكثيراً "لأن الكرم في كل موضع بحسبه فالكريمة من الشاة معناها الحسنة الجميلة الكثيرة اللبن كما في قوله عليه الصلاة والسلام : ( فإياك و كرائم أموالهم ) وهنا المراد بالرزق الكريم العطاء الكثير الحسَن الجميل وهذا إنما يكون كما يقول المؤلف " في الجنة زيادة " ثم قال الله تعالى ...