تتمة تفسير قول الله تعالى : (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )) حفظ
قال الله تعالى: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ )) اللام هنا فيها إشكال يريد لكذا فأن المعروف أن أراد تتعدى بنفسها وهنا تعدت يا مشرف ؟ (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ )) تعدت بماذا ؟ بماذا يا خالِد ؟
الطالب :...؟
الشيخ : لا تعرف لكنك عندك اليوم في تخبيط ، اللام هنا جاءت في مفعول (( يريد )) والمعروف أن (( يريد )) تتعدى بنفسها والا باللام تقول أردت كذا ولا أردت لكذا ؟ أردت لكذا إذاً فاللام هنا زائدة من حيث الإعراب زائدة والتقدير إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس فاللام يقول النحويون إنها زائدة وقوله : (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ )) يقول المؤلف " الإثم " والصواب أن الرجس هو النجاسة لأن الرجس في الأصل النجس سواء كانت نجاسة معنوية أو نجاسة حسية فمن الرجس بمعنى النجاسة الحسية قوله تعالى : (( قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ )) الأخ اللي وراءك (( إلا أن يكون )) ايش (( مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ ))[الأنعام :145]قال : (( فإنه رجس )) هذا حسي والا معنوي ؟ هذا حسي ، وقال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ))[المائدة :90]هذا رجس معنوي هنا (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ )) أي النوعين الحسي ولا المعنوي ؟ المعنوي طبعاً لأن الرجس الحسي ما أراد الله أن يذهبه عنهم بل هو موجود فيهم هم يبولون ويتغوطون وبولهم نجس وغائطهم نجس أليس كذلك ؟ إذاً فالمراد بالرجس الذي أراد الله أن يذهبه عن أهل البيت هو الرجس المعنوي وهو السافل من الأخلاق والأعمال هذا الرجس قال الله تعالى : (( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ ))[الحج :30]الرجس هنا ايش ؟ معنوي ولا حسي ؟ معنوي (( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ )) فكل خلق أو عمل سافل فإنه من الرجس وقوله : (( أَهْلَ الْبَيْتِ )) أفادنا المؤلف بقوله" يا أهل البيت " أن أهل منصوب على النداء وحذف منه حرف يا النداء وقوله يا أهل البيت ؟ من المراد بأهل البيت ؟ لاشك أن المراد به نساء الرسول عليه الصلاة والسلام لأن الآيات كلها في سياق من ؟ في سياق النساء ، نساء الرسول عليه الصلاة والسلام (( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا )) فلاشك أن المراد بذلك من ؟ المراد بهم نساء الرسول عليه الصلاة والسلام وهل ينافي ذلك ما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام من أنه وضع الكساء على علي وفاطمة والحسن والحسين وقال : ( هؤلاء أهل البيت اللهم ارفع عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ) هل ينافيه ؟ نقول لا ينافيه لأن هؤلاء أهل البيت من حيث القرابة وهؤلاء أهل البيت من حيث الزوجية فكلهم أهل البيت بلا شك لا آل علي بل إن آل البيت أعم من هؤلاء الأربعة لأن آل البيت تشمل كل من تحرم عليهم الصدقة من بني هاشم فدخل فيهم آل علي وآل جعفر وآل العباس وآل الحارث بن عبد المطلب وكل من كان من ذرية هاشم ، الرسول صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم فكل من كان من آل هاشم فإنه من آل البيت لا تحل له صدقة وعلى هذا فنقول إن تفسيرنا لآل البيت هنا بأنهن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يعينه السياق خلافاً للرافضة الذين أخرجوا الكلام عن سياقه وجعلوا كلام الله عز وجل عضين متفرقاً فقالوا : (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ )) يريد بهم أهل البيت الأربعة فقط وأما زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه لا يريد الله أن يذهب عنهم الرجس ولهذا يرمون عائشة بالفاحشة والعياذ بالله ولا يبالون بذلك ، أقول إن قوله : (( أهل البيت )) هنا وفي أصحاب الكساء الأربعة وفي آل البيت الذين لا تحل لهم الصدقة كل هذا لا ينافي بعضها بعضاً ولذلك كان القول الراجح أن زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام لا تحل لهن الصدقة لقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( إن الصدقة لا تحل لآل محمد ) وزوجاته بلا شك من آله كما في هذا الحديث وعلى هذا فإننا نقول إنه لا تعارض بين الأدلة ونظير ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم سئل ما هو المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم ؟ فقال : ( مسجدي هذا ) مع أن المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم هو مسجد قباء أيضاً كل منهما أسس على التقوى من أول يوم فإن الرسول عليه الصلاة والسلام أسس مسجده من أول يوم قدم وكان الصحابة رضي الله عنهم كل منهم يقول" النزول عندي ، النزول عندي ، النزول عندي " فيقول : ( دعوها فإنها مأمورة ) يعني ناقته فلما وصلت إلى مكان مسجده بركت فزجرها النبي عليه الصلاة والسلام فقامت ثم التفتت يمينا وشمالاً ثم رجعت إلى مكانها الأول فبركت فقال النبي عليه الصلاة والسلام ( المنزل هاهنا إن شاء الله ) ثم نزل فكان أقرب البيوت بيت أبي أيوب فذهب إليه ومن حين أول يوم نزل وهو شارع في تخطيط المسجد ولهذا ينبغي للمسئولين في البلديات وفي الأوقاف أن يجعلوا أكبر همهم في المخططات الجديدة وضع المساجد يعتنى بها قبل كل شيء على كل حال إني أقول إن وصف الشيء بصفة ووصف غيره بصفة لا يقتضي أن يكون ذلك تناقضاً بل كل منهما له نصيب من هذا الوصف نعم
الطالب : عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه كان ينفق على امهات المؤمنين؟
الشيخ : ما أدري والله.
وقوله - خلنا نكمل الآية ذه- (( أهل البيت )) هنا (( البيت )) أل هنا للعهد أي العهود ؟ الذهني يعني أهل البيت المعهود المعروف وهو هذا البيت الطاهر بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ويطهركم )) منه أي من الرجس (( تطهيراً )) و(( تطهيراً )) هنا مصدر طهر للفعل السابق والمراد به التوكيد كما في قوله تعالى : (( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ))[النساء :164]والتطهير من الرجس أبلغ من ذهاب الرجس لأنه بعد ذهاب الرجس قد يبقى له أثر فإذا قال يذهبه ويطهركم صار ذلك ايش ؟أبلغ لأنه يذهب ذلك الرجس ويطهر مكانه بحيث لا يكن له أثر ولا ريب أن بيت الرسول عليه الصلاة والسلام أبعد البيوت عن الرجس وأطهر البيوت من الرجس فهذا لا يشك فيه مؤمن أبداً وكل من قدح في بيت الرسول عليه الصلاة والسلام وزوجاته فإنه يعتبر قادحاً بمن ؟ بالرسول عليه الصلاة والسلام لأن الله يقول في القرآن الكريم (( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ))[النور :26]ونحن نعلم علم اليقين أن الله عز وجل ما كان ليختار لنبيه إلا أفضل نساء العالمين بلا شك وقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، بل ثبت في كتاب الله براءة عائشة رضي الله عنها مما رماها به أصحاب الإفك من المنافقين وغيرهم ممن انخدعوا من المسلمين عفا الله عنهم وقد قال الله عز وجل : في نفس الإفك (( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ )) يعني هلا إذ سمعتموه (( قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا )) ما يكون يعني يمتنع غاية الامتناع ان نتكلم بهذا (( سُبْحَانَكَ )) تنزيهاً لك (( هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ))[النور 15 :16]شوف كيف قال سبحانك أين التنزيه في هذا الأمر يعني ننزهك يا ربنا أن يقع ذلك في إحدى أمهات المؤمنين زوجات خاتم النبيين ولهذا قال : (( سبحانك )) يعني تنزيهاً لك أن يقع مثل هذا في زوجات نبيك عليه الصلاة والسلام هذا التأكيد العظيم نرى الآن ممن ينتسبون إلى الإسلام وهم بريئون منه والإسلام منهم براء يقولون إن عائشة والعياذ بالله بغي ومع ذلك قد برأها الله من ذلك في القرآن الكريم فمن قذف واحدة من زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام عائشة أو غيرها فهو كافر بلا شك ويجب أن يقتل ولو تاب ، إن تاب توبة نصوحاً فهي بينه وبين الله لكن نحن علينا أن نغار لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأن نقتل هذا الذي قذف أحداً أو واحدة من أمهات المؤمنين نعم .
(( وَ اذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ))[الأحزاب :34]
الطالب :...؟
الشيخ : لا تعرف لكنك عندك اليوم في تخبيط ، اللام هنا جاءت في مفعول (( يريد )) والمعروف أن (( يريد )) تتعدى بنفسها والا باللام تقول أردت كذا ولا أردت لكذا ؟ أردت لكذا إذاً فاللام هنا زائدة من حيث الإعراب زائدة والتقدير إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس فاللام يقول النحويون إنها زائدة وقوله : (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ )) يقول المؤلف " الإثم " والصواب أن الرجس هو النجاسة لأن الرجس في الأصل النجس سواء كانت نجاسة معنوية أو نجاسة حسية فمن الرجس بمعنى النجاسة الحسية قوله تعالى : (( قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ )) الأخ اللي وراءك (( إلا أن يكون )) ايش (( مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ ))[الأنعام :145]قال : (( فإنه رجس )) هذا حسي والا معنوي ؟ هذا حسي ، وقال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ))[المائدة :90]هذا رجس معنوي هنا (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ )) أي النوعين الحسي ولا المعنوي ؟ المعنوي طبعاً لأن الرجس الحسي ما أراد الله أن يذهبه عنهم بل هو موجود فيهم هم يبولون ويتغوطون وبولهم نجس وغائطهم نجس أليس كذلك ؟ إذاً فالمراد بالرجس الذي أراد الله أن يذهبه عن أهل البيت هو الرجس المعنوي وهو السافل من الأخلاق والأعمال هذا الرجس قال الله تعالى : (( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ ))[الحج :30]الرجس هنا ايش ؟ معنوي ولا حسي ؟ معنوي (( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ )) فكل خلق أو عمل سافل فإنه من الرجس وقوله : (( أَهْلَ الْبَيْتِ )) أفادنا المؤلف بقوله" يا أهل البيت " أن أهل منصوب على النداء وحذف منه حرف يا النداء وقوله يا أهل البيت ؟ من المراد بأهل البيت ؟ لاشك أن المراد به نساء الرسول عليه الصلاة والسلام لأن الآيات كلها في سياق من ؟ في سياق النساء ، نساء الرسول عليه الصلاة والسلام (( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا )) فلاشك أن المراد بذلك من ؟ المراد بهم نساء الرسول عليه الصلاة والسلام وهل ينافي ذلك ما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام من أنه وضع الكساء على علي وفاطمة والحسن والحسين وقال : ( هؤلاء أهل البيت اللهم ارفع عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ) هل ينافيه ؟ نقول لا ينافيه لأن هؤلاء أهل البيت من حيث القرابة وهؤلاء أهل البيت من حيث الزوجية فكلهم أهل البيت بلا شك لا آل علي بل إن آل البيت أعم من هؤلاء الأربعة لأن آل البيت تشمل كل من تحرم عليهم الصدقة من بني هاشم فدخل فيهم آل علي وآل جعفر وآل العباس وآل الحارث بن عبد المطلب وكل من كان من ذرية هاشم ، الرسول صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم فكل من كان من آل هاشم فإنه من آل البيت لا تحل له صدقة وعلى هذا فنقول إن تفسيرنا لآل البيت هنا بأنهن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يعينه السياق خلافاً للرافضة الذين أخرجوا الكلام عن سياقه وجعلوا كلام الله عز وجل عضين متفرقاً فقالوا : (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ )) يريد بهم أهل البيت الأربعة فقط وأما زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه لا يريد الله أن يذهب عنهم الرجس ولهذا يرمون عائشة بالفاحشة والعياذ بالله ولا يبالون بذلك ، أقول إن قوله : (( أهل البيت )) هنا وفي أصحاب الكساء الأربعة وفي آل البيت الذين لا تحل لهم الصدقة كل هذا لا ينافي بعضها بعضاً ولذلك كان القول الراجح أن زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام لا تحل لهن الصدقة لقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( إن الصدقة لا تحل لآل محمد ) وزوجاته بلا شك من آله كما في هذا الحديث وعلى هذا فإننا نقول إنه لا تعارض بين الأدلة ونظير ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم سئل ما هو المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم ؟ فقال : ( مسجدي هذا ) مع أن المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم هو مسجد قباء أيضاً كل منهما أسس على التقوى من أول يوم فإن الرسول عليه الصلاة والسلام أسس مسجده من أول يوم قدم وكان الصحابة رضي الله عنهم كل منهم يقول" النزول عندي ، النزول عندي ، النزول عندي " فيقول : ( دعوها فإنها مأمورة ) يعني ناقته فلما وصلت إلى مكان مسجده بركت فزجرها النبي عليه الصلاة والسلام فقامت ثم التفتت يمينا وشمالاً ثم رجعت إلى مكانها الأول فبركت فقال النبي عليه الصلاة والسلام ( المنزل هاهنا إن شاء الله ) ثم نزل فكان أقرب البيوت بيت أبي أيوب فذهب إليه ومن حين أول يوم نزل وهو شارع في تخطيط المسجد ولهذا ينبغي للمسئولين في البلديات وفي الأوقاف أن يجعلوا أكبر همهم في المخططات الجديدة وضع المساجد يعتنى بها قبل كل شيء على كل حال إني أقول إن وصف الشيء بصفة ووصف غيره بصفة لا يقتضي أن يكون ذلك تناقضاً بل كل منهما له نصيب من هذا الوصف نعم
الطالب : عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه كان ينفق على امهات المؤمنين؟
الشيخ : ما أدري والله.
وقوله - خلنا نكمل الآية ذه- (( أهل البيت )) هنا (( البيت )) أل هنا للعهد أي العهود ؟ الذهني يعني أهل البيت المعهود المعروف وهو هذا البيت الطاهر بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ويطهركم )) منه أي من الرجس (( تطهيراً )) و(( تطهيراً )) هنا مصدر طهر للفعل السابق والمراد به التوكيد كما في قوله تعالى : (( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ))[النساء :164]والتطهير من الرجس أبلغ من ذهاب الرجس لأنه بعد ذهاب الرجس قد يبقى له أثر فإذا قال يذهبه ويطهركم صار ذلك ايش ؟أبلغ لأنه يذهب ذلك الرجس ويطهر مكانه بحيث لا يكن له أثر ولا ريب أن بيت الرسول عليه الصلاة والسلام أبعد البيوت عن الرجس وأطهر البيوت من الرجس فهذا لا يشك فيه مؤمن أبداً وكل من قدح في بيت الرسول عليه الصلاة والسلام وزوجاته فإنه يعتبر قادحاً بمن ؟ بالرسول عليه الصلاة والسلام لأن الله يقول في القرآن الكريم (( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ))[النور :26]ونحن نعلم علم اليقين أن الله عز وجل ما كان ليختار لنبيه إلا أفضل نساء العالمين بلا شك وقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، بل ثبت في كتاب الله براءة عائشة رضي الله عنها مما رماها به أصحاب الإفك من المنافقين وغيرهم ممن انخدعوا من المسلمين عفا الله عنهم وقد قال الله عز وجل : في نفس الإفك (( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ )) يعني هلا إذ سمعتموه (( قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا )) ما يكون يعني يمتنع غاية الامتناع ان نتكلم بهذا (( سُبْحَانَكَ )) تنزيهاً لك (( هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ))[النور 15 :16]شوف كيف قال سبحانك أين التنزيه في هذا الأمر يعني ننزهك يا ربنا أن يقع ذلك في إحدى أمهات المؤمنين زوجات خاتم النبيين ولهذا قال : (( سبحانك )) يعني تنزيهاً لك أن يقع مثل هذا في زوجات نبيك عليه الصلاة والسلام هذا التأكيد العظيم نرى الآن ممن ينتسبون إلى الإسلام وهم بريئون منه والإسلام منهم براء يقولون إن عائشة والعياذ بالله بغي ومع ذلك قد برأها الله من ذلك في القرآن الكريم فمن قذف واحدة من زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام عائشة أو غيرها فهو كافر بلا شك ويجب أن يقتل ولو تاب ، إن تاب توبة نصوحاً فهي بينه وبين الله لكن نحن علينا أن نغار لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأن نقتل هذا الذي قذف أحداً أو واحدة من أمهات المؤمنين نعم .
(( وَ اذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ))[الأحزاب :34]