تفسير قول الله تعالى : (( والصابرين والصابرات ... )) حفظ
(( وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ )) لما كان الصدق قد يترتب عليه من مجاهدة النفس ما يترتب لأن إخبار الإنسان بالصدق ولاسيما مع نفسه أمر صعب عاقبه بذكر الصبر يعني كأنما يقول اصدق واصبر على صدقك فقال : (( وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ )) والصبر في اللغة الحبس ومنه قولهم قتل صبراً يعني حبسا وفي الشرع حبس النفس عن الكراهة لحكم الله عز وجل والتضجر منه عيسى اسم الوالد عشان ما تختلف مع عيسى؟
الطالب :عيسى بن سالم
الشيخ : وهذا عيسى
الطالب :بن صالِح
الشيخ :بن صالِح أقول إن الصبر ايش ؟حبس النفس عن التسخط والكراهة لحكم الله خذوا بالكم من هذا فقولنا لحكم الله يشمل الحكم الكوني والحكم الشرعي وهذا التعريف يشمل أنواع الصبر الثلاثة التي تكلم عليها أهل العلم حيث قالوا إن الصبر ثلاثة أقسام أو ثلاثة أنواع:صبر على طاعة وصبر عن معصية وصبر على أقدار الله المؤلمة فنحن إذا قلنا حبس النفس عن التسخط والكراهة لحكم الله يشمل الأنواع الثلاثة وإلا لا لأنه يقول حكم الله الكوني والشرعي فالكوني يتعلق بالصبر على أقدار الله والشرعي يتعلق بالصبر على طاعة الله وعن معصيته الصبر على طاعة الله هو أعلى أنواع الصبر لأنه صبر النفس على عمل وحركة وتعب والصبر عن معصية الله دونه في المرتبة لأن فيه حبساً للنفس عما تشتهيه من أجل أنه معصية لله عز وجل لكن هل فيه عمل كالصبر على طاعة الله أسألكم ؟ ما فيه عمل ما فيه إلا الكف كف النفس عن هذا المحرم فبهذا يتميز الصبر على طاعة الله عن الصبر عن معصيته لأن في كل منهما جهاداً للنفس لكن الصبر على الطاعة فيه تكليف النفس بالعمل وهذا ليس فيه تكليف نفس بعمل ولكن فيه الكف عن معصية الله فلهذا كان دون الأول في المرتبة ولكننا نحن نقول دون الأول في المرتبة باعتبار نفس النوع لا باعتبار الصابرين لأن بعض الصابرين يعاني من المشقة من الصبر على معصية الله أكثر مما يعاني من الصبر على طاعة الله أليس كذلك فلو فرضنا أن رجلاً تساوره له نفسه وتدعوه إلى فعل الفاحشة نعم بضغط شديد ولكنه عندما يصلي يجد نفسه مرتاحاً بدون عناءً ولا مشقة لاشك أن معاناته الأولى أشد ولكننا نحن نتكلم عن أنواع الصبر من حيث هي نوع بقطع النظر عن الصابر وما يتعلق بحاله.
أما القسم الثالث فهو صبر على أقدار الله المؤلمة وهذا أدنى أنواع الصبر لأنه صبر على ما لا فعل الإنسان به صبر على أمر ليس من فعلك ولا من مقدورك أليس كذلك ؟ لكن الصبر على الطاعة وعن المعصية من مقدوره أما أقدار الله فإنها ليست بمقدوره فهو صبر على أمر ليس بمقدورك نعم لهذا كان أدنى منه ولذلك قال بعض السلف في المصاب "إما أن يصبر صبر الكرام أو يسلو سلو البهائم" وهذا صحيح من منا لم يصب ببدنه أو أهله أو ماله ثم تكون المصيبة عظيمة جداً وبعد مضي مدة من الزمن ينساها ما كأنها شيء ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إنما الصبر عند الصدمة الأولى ) هذه حقيقة الصبر أما بعد ذلك تبرد النفس وتتلهى بأمر بما يحدث لها من شؤونها بحياتها حتى تتسلى ولا كأن شيئاً جرى