تفسير قول الله تعالى : (( أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما )) حفظ
(( أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا )) (( أعد )) فعل ماضي ولفظ الجلالة فاعل والجملة من الفعل والفاعل خبر (( إن )) واسم (( إن )) ما هو ؟ المسلمين وما عطف عليه وقوله : (( أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ )) أي لهؤلاء والميم علامة جمع الذكور وفيه دلالة واضحة على تفضيل الرجال على النساء لم يقل الله عز وجل أعد الله لهم ولهن ولم يقل أعد الله لهن وإنما قال : (( أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ )) وقوله : (( أعد )) بمعنى هيأ لهم وقوله (( مَغْفِرَةً )) المغفرة مأخوذة من الغفر وهو الستر مع الوقاية لأن أصلها من المغفر الذي يوضع على الرأس لاتقاء السهام والمغفر الذي يوضع على الرأس لاتقاء السهام يحصل به الستر ايش بعد والوقاية كذا إذاً المغفرة نقول هي ستر الذنوب والتجاوز عنها ليست ستر الذنوب فقط بل هي ستر مع التجاوز ستر عن الخلق وتجاوز عن العقوبة ولهذا جاء في الحديث الصحيح ( إن الله يغفر لعبده المؤمن يقرره بذنوبه ثم يقول له قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ) وقوله : (( أجراً عظيماً )) إذاً بإعداد المغفرة يسلمون من الآثام وأوزارها وعواقبها و(( أجراً عظيماً )) أي ثواباً ذا عظمة في نفسه هذا الأجر العظيم هو دخول الجنة وهو أجر لا يمكن أن يحيط به البشر لأن الله تعالى يقول في الحديث القدسي ( أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) وفي القرآن يقول الله تعالى : (( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ))[السجدة :17]ويقول تعالى : (( لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ))[ق :35]هذا الأجر العظيم الذي لا يقدر قدره إلا الله عز وجل يكون لهؤلاء المتصفين بهذه الصفات وإذا كان الله تعالى قد بين هذه الصفات أو بين القائمين بهذه الصفات وبين ما أعد لهن من الأجر والثواب فهل المراد بذلك مجرد إعلام الناس بهذا أو أن المراد شيء وراء ذلك ؟ المراد شيء وراء ذلك وهو أن يقوم الناس بهذه الصفات العظيمة حتى ينالوا ذلك الأجر العظيم والمغفرة وقوله : (( أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا )) كلمة (( مغفرة )) نكرة فهل نقول إنها نكرت للتعظيم بدليل العطف عليها (( وأجراً عظيماً )) أو ماذا ؟ هو الظاهر أنها نكرت للتعظيم أي مغفرة عظيمة كما أن لهم أجراً عظيماً يقول المؤلف " مغفرة للمعاصي وأجراً عظيماً على الطاعات " جيد هذا لأن المؤلف رحمه الله جعل المغفرة في مقابل المعاصي والأجر في مقابل الطاعات