فائدة : أقسام الناس في ترك المعاصي ومن الذي يستحق الثواب والعقاب حفظ
ولكن هل لترك المعاصي أجر ؟ يعني من ترك المعصية هل له أجر ؟ إن قلتم لا أخطأتم وإن قلتم نعم أخطأتم نقول تارك المعاصي له ثلاث حالات : إما أن يتركها عجزاً عنها مع فعل الأسباب الموصلة إليها ، وإما أن يتركها لأنها لم تطرأ له على بال ما عملها لأنها ما طرأت على باله ، وإما أن يتركها مع كونها على باله لكن تركها لله عز وجل ، أما الحال الأولى الذي ترك المعصية عجزاً عنها مع فعل الأسباب الموصلة إليها فهذا له حكم الفاعل مثال ذلك رجل أتى بالسلم ليصعد إلى البيت فيسرق لكن وهو جاي بيصعد سمع صوتاً ونظر وإلى حوله أناس فترك إيش نقول هذا له حكم الفاعل لكن عند الله أما في الدنيا ما نقطع يده لكن عند الله له حكم الفاعل إيش الدليل قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار )" قالوا يا رسول هذا القاتل فما بال المقتول" كيف مقتول ويصير في النار قال : ( لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه ) حريصاً وفاعل للسبب ملتقي مع الآخر بالسيف فحكم الرسول عليه الصلاة والسلام بالنار لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه.
وأما من تركها لأنها لم تطرأ له على بال مثل إنسان مثلاً لا سرق ولا زنا ولا شرب الخمر لأنه نفسه ما دعته إلى ذلك يوماً من الأيام فما الحكم ؟ هذا ليس له شيء وليس عليه شيء لأنه ما فعل إثماً ولا تقرب إلى الله تعالى بنية فلا يكون له شيء ولا عليه شيء.
والقسم الثالث رجل هم بالمعصية وربما فعل أسبابها ولكنه تركها لله عز وجل عندما تذكر عظمة الله خشي الله عز وجل وخافه فهذا إيش حكمه ؟ له أجر على الترك كما جاء في الحديث الصحيح ( من هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله تعالى حسنة كاملة ) قال : ( لأنه إنما ترك ذلك من جرائي ) أي من أجلي ، فإذا تركتها لله فإنك تؤجر على ذلك ، لو أن الإنسان هم بمعصية وفعل الأسباب لكن تركها لا لله ولا لعباد الله هل يأثم أو ما يأثم ؟ يعني واحد هم بالسرقة وأتى بالسلم ولما أراد أن يصعد قال رجع إلى نفسه وقال ليش تسرق ما دام مغنيك الله وعندك مال وليس بحاجة إلى السرقة وليش تريد السرقة فتركها
الطالب :...
الشيخ : هو ليس ذنوب السرقة ولا له أجر لكن هل يأثم على فعل السبب ؟ يأثم على فعل السبب هو الظاهر وإن كان الغاية لم يصل إليها لكن يقول هذا السبب الذي فعلت كمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره .
الطالب :...؟
الشيخ : ما رجع ، هو الآن الأسباب الأولى ما تركها لله إنما تركها لأنه نظر إلى أنه ليس بحاجة إلى السرقة فتركها ، إنا نقول فأما السرقة فلا تأثم وإن كنت قد نويتها بالأول لأنك ما فعلتها وأما فعل الأسباب فإن هذه الأسباب محرمة .
الطالب :رجع وترك المعصية...؟
الشيخ : أي نعم هذا يكون تركها للناس لا لله فما تقولون هل يأثم ولا ما يأثم ؟
الطالب : ما يأثم اتى بالسبب...
الشيخ : هذا رجل ترك المعصية لشرفه يعني ترك الزنا مع تيسره قال بأنه رجل شريف ما يحب أن يتلوث بهذه الأخلاق السافلة إيش تقولون ؟
الطالب :...
الشيخ : إي ما يخالف لكن السؤال هل يؤجر أو لا يؤجر ؟
الطالب : ما يؤجر
الشيخ : أما على ترك الزنا فظاهر إنه ما يؤجر لأنه ما تركه لله وأما على حماية شرفه فإنه يؤجر ، لأن الإنسان ينبغي له أن يدافع عن شرفه حتى أن النبي عليه الصلاة والسلام لما قال ( هذه صفية ) على كل حال ما هو اللي دافع التهمة عن نفسه لأنه هذا الشيء بعيد لكن لئلا تقع التهمة في أولئك فيهلكوا ولهذا قال : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً ) فالظاهر لي أن الإنسان الذي يترك الشيء محافظة على شرفه وعلى سمعته فإنه يؤجر على ذلك لأنه صان نفسه وفي الحديث ( رحم الله امرءاً كف الغيبة عن نفسه ) ولا أدري عن صحته لكن الإنسان مأمور بحماية شرفه بلا شك والزود عن نفسه وإزالة التهمة عنها فإذا كان هذه نيته فإنه يؤجر لكن لا يؤجر أجر من ترك الزنا لله لأنه بينهما فرقاً عظيماً