تفسير قول الله تعالى : (( ... وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها ... )) حفظ
قال الله تعالى : (( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ )) الواو حرف عطف (( وتخفي )) معطوفة على قوله : (( تقول )) يعني واذكر أيضاً إذ تخفي في نفسك ما الله مبديه وأبهم الله تعالى ما أخفاه لكنه بين أنه سيبديه وننظر ماذا أبدى الله عز وجل (( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا )) هذه اسم موصول في محل نصب مفعول لـ (( تخفي )) و(( الله )) مبتدأ و(( مبديه )) خبره والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب يعني تخفي في نفسك الذي الله مبديه وهنا لم يقل وتخفي في نفسك ما يبديه الله بل قال : (( ما الله مبديه )) فأتى بالجملة الاسمية... وصلت الجملة هنا اسمية وإنما أتى بالجملة الاسمية الدالة على الثبوت كأن هذا أمر لابد منه ، لابد أن يبديه الله عز وجل وهذا هو الذي وقع ومعنى (( مبديه )) أي مظهره وهو مقابل لقول (( تخفي )) (( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ )) إلا أن المقابلة اختلفت من حيث الصيغة ، فالصيغة في الإخفاء جاءت بالمضارع وأما الصيغة بالإبداء فجاءت بالجملة الاسمية قال : (( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ )) مظهره من محبتها وأن لو فارقها زيد تزوجتها هذا ما زعم المؤلف تبعاً لكثير من المفسرين أن الذي أخفاه النبي عليه الصلاة والسلام هو محبته لهذه المرأة فأبدى الله ذلك ولكنك إذا تأملت الآيات وجدت أن الذي أخفاه هو نية الزواج بها بأمر الله عز وجل فإن الله تعالى أمره أن يتزوجها بعد زيد بن حارثة وكأن هذا والله أعلم من أجل جبر قلبها حيث تزوجت زيد بن حارثة وهو مولى وهي من صميم العرب فأراد الله عز وجل أن يكافئها على خضوعها لمشورة النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم هذه من جهة ، ومن جهة أخرى أمر الله أن يتزوجها لأجل أن يزول ما كان مشهوراً عندهم في الجاهلية منين ؟ من أن ابن التبني لا يجوز لمن تبناه أن يتزوج بامرأته فيكون هذا من باب البيان بالفعل الذي هو أقوى من البيان بالقول قال : (( أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ )) مظهره من محبتها وأن لو فارقها زيد تزوجها ، وإذا نظرنا إلى الذي أبداه الله وجدنا أنه زواجه لا أنه يحبها ما قال الله في القرآن إنك تحبها أبداً ولا تعرض للحب