تفسير قول الله تعالى : (( يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها )) حفظ
ثم فسر أو فصل شيئاًَ من علمه فقال : (( يعلم ما يلج )) يدخل في الأرض إيش عندكم ؟ كماء وغيره (( وما يخرج منها )) كنبات وغيره (( وما ينزل من السماء )) من رزق وغيره (( وما يعرج فيها )) يصعد فيها من عمل وغيره نعم هذا من باب التفصيل (( يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ )) و (( ما )) اسم موصول تفيد العموم (( يلج )) بمعنى يدخل كل ما يدخل في الأرض فالله سبحانه وتعالى يعلمه يقول المؤلف : " كماء " الماء يدخل في الأرض ولا يخرج منها ؟ يدخل ويخرج فإذا أنزل الله الماء من السماء أدخله في الأرض ينابيع وإذا أراد الله تعالى أن يخرج خرج بآلة أو بغير آلة طيب وقوله : " وغيره " وإيش غير الماء مما يدخل في الأرض ؟ الأموات وغير .
الطالب : .....
الشيخ : نعم والأشياء التي له جحور في الأرض كذا ما نقول النبات أيضاً ، النبات أيضاً نعم بذوره كلها داخلة في الأرض المهم أن ما يلج في الأرض لا يحصى أصنافه فضلاً عن أفراده وهو واسع جداً والله سبحانه وتعالى يعلمه حتى الذرة التي تدخل في جحرها يعلمها الله سبحانه وتعالى طيب (( وما يخرج منها )) يقول المؤلف : " كنبات وغيره " النبات واضح وغيره كالماء والمعادن والحيوانات التي تنتشر في الأرض وهل نقول : ومن ذلك الإنسان ؟ (( منها خلقناكم )) نعم هذا الأصل أي نعم (( منها خلقناكم وفيها نعيدكم )) إخراج وإدخال (( وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا ))[نوح:18]^طيب يقول : (( وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ )) من رزق وغيره ، الرزق كيف ينزل من السماء الرزق ؟ أنت تبقى في البيت كل يوم ويعطيك التمر ينزل عليك من السماء أو الثياب ؟ لا ولكن الرزق يكون بالمطر مثلاً ينزل الله المطر فتنبت الأرض ويخرج منها الماء والمرعى (( متاعاً لكم ولأنعامكم )) واضح طيب وغير هذا إيش ينزل ؟ ينزل أمر الله عز وجل ينزل أمر الله يدبر الأمر من السماء إلى الأرض وتنزل أيضاً الملائكة وتنزل الشهب في مواضع الشياطين وأشياء كثيرة من هذا والله يعلمه (( وَمَا يَعْرُجُ )) يقول : " يصعد فيها من عمل وغيره " هنا (( يعرج )) بمعنى يصعد كذا ويعرج تعدى بإلى كما قال تعالى : (( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ))[المعارج:4]^وقال : (( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ ))[السجدة:5]^وهنا قال : (( يعرج فيها )) والنحويون اختلفوا في مثل هذا فمنهم من قال : إن الحرف بمعنى يناسب الفعل يعني يجعل الحرف بمعنى حرف آخر يناسب الفعل فمثلاً يقول : في بمعنى إلى ومنهم من يقول : بل الحرف باق على معناه الأصلي ويضمن الفعل معنى يناسب ذلك الحرف وهذا مذهب البصريين فيقول : (( يعرج )) مضمن مع معناه الظاهر وهو العروج معنى الدخول يعني يعرج فيدخل فيها ليس المراد بما يعرج فقط ولا يدخل يعرج ويدخل فيها وسبق لنا في مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية أن هذا المذهب هو المذهب الصحيح المحقق وهو أن يضمن الفعل معنى يناسب الحرف لأن هذا التضمين يجعل للفعل معنيين :
أحدهما : المعنى الظاهر من اللفظ .
والثاني : المعنى الذي تضمنه ليناسب الحرف الذي تعلق به ويظهر ذلك جلياً في قوله تعالى : (( عيناً يشرب بها عباد الله )) معلوم أننا لا نشرب بالعين نجيب آلة من إناء ما هي آلة الشرب أن تقول أنا أشرب بالإناء صح لكن يشرب بها وهي عين لا يمكن أن تكون إناء له يرى بعض العلماء : أن يجعل الباء بمعنى من أي يشرب منها ويرى آخرون أن متضمن يشرب معنى يروى إذا ضمنا يشرب معنى يروى استفدنا فائدتين الشرب إيش بعد ؟ والري لكن إذا قلنا إن الباء بمعنى من لم نستفد هذه الفائدة فالمهم أن المذهب الصحيح هو أننا نضمن فعلاً معنى يناسب الحرف ولا نجعل الحرف بمعنى حرفاً آخر