تفسير قول الله تعالى : (( وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة )) حفظ
ثم قال تعالى درس اليوم الآن (( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ )) الذين كفروا بالله عز وجل وبقدرته وبحكمته قالوا (( لا تأتينا الساعة )) قالوا هذا اللفظ ولا قالوا معنى هذا اللفظ ؟ الجواب قالوا هذا اللفظ لأن الأصل أنما نقل عن الغيب فإنه منقول بنصه وفصله فهم قالوا (( لا تأتينا الساعة )) وقالوا في موضع آخر : من يحيي العظام وهي رميم ، وتنوعت عباراتهم في إنكار القيامة تنوعت هم قالوا (( لا تأتينا الساعة )) يعني لا يمكن أن تأتينا الساعة مع أن الله يقول (( وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ))[الحج:7]فكذبوا بذلك قول الله مستندين إلى استبعاد عقولهم أن ترجع هذه العظام النخرة حتى تعود إنساناً حيا وما علموا أن الذي بدأ الخلق قادر على إعادتهم (( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ))[الروم:27]فشبهتهم إذاً في هذا الإنكار هي إيش ؟ الاستبعاد فقط هذه واحدة ثانياً : يقولون : إذا كنتم صادقين بأننا سنبعث ائتوا بآبائنا ابعثوهم لنا وهذا تحدٍ في غير موضعه لأن الرسل لم تقول لهم إنكم تبعثون الآن تبعثون متى إذا مات الخلق إذا انتهت الخلائق ومات الخلق كلهم بعثوا فهذا التحدي في غير موضعه هذا التحدي في موضعه لو كانت الرسل تقول إن الناس يبعث أولهم الآن مع وجود آخرهم صح أن يقال ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين أما وقد قالت إنهم سيبعثون بعد أن يفنى الخلق كله ممن سيبعث فهذا ليس فيه التحدي المهم إذاً شبهتهم الاستبعاد والتحدي في غير موضعه حيث قالوا ائتوا بآبائنا