تتمة فوائد قول الله تعالى : (( قل بلى وربي لتأتينكم )) حفظ
من أين يؤخذ ؟ من أمر الله نبيه أن يقسم إيش ؟ على قيام الساعة (( قل بلى وربي لتأتينكم )) ولهذا نجد بعض الأئمة رحمهم الله إذا ذكروا حكم مسألة من المسائل أحياناً يقسمون عليها وهذا يوجد في كلام الإمام أحمد بن حنبل وربما يوجد في كلام غيره لكن لم نطلع عليه لأنه أحياناً يسأل هل تقول بكذا وكذا ؟ فيقول إي والله فيقسم على الشيء تثبيتاً له وتأييداً وإيحاءً بطمأنينة إليه بالنسبة للمخاطب وعلى هذا فيجوز للمفتي أن يحلف على الحكم إذا دعت الحاجة إلى ذلك بل قد يكون ذلك واجباً حسب ما تقتضيه الحال .
طيب وقوله (( قل بلى وربي لتأتينكم )) هل يستفاد من هذه الآية الكريمة أن الخطاب الخاص بالرسول يشمله والأمة ؟ ليس فيها دلالة ظاهرة على هذا ولكن سبق لنا أن الخطاب الموجه للرسول صلى الله عليه وسلم ينقسم إلى : لا ، إلى ثلاثة أقسام :
قسم : فيه الدلالة الصريحة على أن المراد به الأمة يعني مع الرسول صلى الله عليه وسلم .
والقسم الثاني : الدلالة الصريحة على أنه خاص بالرسول صلى الله عليه وسلم .
والقسم الثالث : ما ليس فيه دلالة ولا قرينة فهذا مختلف فيه عند أهل العلم هل هذا الخطاب الموجه للرسول عليه الصلاة والسلام يشمل الأمة بمقتضى الصيغة أم يشمل الأمة بمقتضى الأسوة ؟ طيب مثال الذي فيه الدلالة على أنه خاص بالرسول عليه الصلاة والسلام مثل (( ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك )) فهذا بلا شك خاص بالرسول عليه الصلاة والسلام ، ومثال ما قام الدليل على العموم قوله تعالى (( يا أيها النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ ))[الطلاق:1]ففي قوله (( إذا طلقتم )) دلالة واضحة على أن الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم مراداً به الأمة أيضاً وما عدا ذلك فهو كثير فهل يشمل الأمة الحكم بمقتضى الخطاب أو بمقتضى الأسوة ؟ فمنهم من يقول : إنه يشمل الأمة بمقتضى الخطاب لكنه وجه للرسول عليه الصلاة والسلام لأنه إمامها وأن نظير ذلك أن تقول لقائد الجيش إذهب إلى الجبهة الفلانية فالمراد إذهب ومن معك من يتبعك من الجنود ومنهم من يقول : إنه خاص بالرسول عليه الصلاة والسلام لا يشمل الأمة لكن الأمة مأمورة بالتأسي به (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ))[الأحزاب:21]والخلاف في هذا قريب من اللفظ للاتفاق على أن هذا الحكم يشمل الأمة طيب إذاً لو سمعنا شخصاً ينكر الساعة لنا أن نحلف أو هل نحن مأمورون أن نحلف على ثبوتها ؟ نعم مأمورون بأن نحلف على ثبوتها .
ومن فوائد الآية الكريمة : تأكيد الحكم على حسب ما تقتضيه الحال أو بعبارة أصح تأكيد الخبر على حسب ما تقتضيه الحال وقد ذكر البلاغيون : أن الخبر ينقسم إلا ثلاثة أقسام : إما أن يلقى إلى خالي الذهن أو إلى المتردد أو إلى المنكر فإن ألقي إلى خالي الذهن فإنه لا حاجة إلى تأكيده ولا يمكن أن يؤكد حسب قواعد البلاغة إلا ليكتب وإن ألقي إلى متردد حسن توكيده ليزول عنه هذا التردد والشك وإن إلقي إلى منكر وجب توكيده فالأول ابتدائي والثاني طلبي والثالث إنكاري مر علينا هذا في البلاغة هذه المسألة تأكيد هذا الخبر (( قل بلى وربي لتأتينكم )) من أي الأقسام الثلاثة الإنكاري أو الطلبي أو الابتدائي ؟ الإنكاري لأنه يخاطب به قوم منكرون فكان تأكيده واجباً ذكرنا أثناء الشرح إيراداً وهو أنه إذا كان هؤلاء منكرين فلا فائدة من القسم لهم لأن منكر للخبر سواء أقسمت أم لم تقسم ما هو مصدقك وأجبنا عن ذلك نعم .
الطالب : .....
الشيخ : كما استيقن من وجود المحذوف به نعم .
نبدأ إلقاء الدرس الآن .
الطالب : ......
الشيخ : فيه سؤال ، ما في شيء .
الطالب : .....
الشيخ : كيف
الطالب : ......
الشيخ : إي نعم .....لنا الآن طيب شارحين دي ما شارحينها .
الطالب : .....