تفسير قول الله تعالى : (( أولئك لهم عذاب من رجز أليم )) حفظ
قال ((أولئك لهم عذاب)) ، الجملة هذه نقول في إعرابها كما قلنا في قوله ، (( أولئك لهم مغفرة )) فهي مبتدأ و خبره الجملة بعده ، (( لهم عذاب من رجز أليم ))، العذاب بمعنى العقاب والرجز يقول المؤلف " سيء العذاب " الرجز هو السيء من كل شيء فإذا قيل ((عذاب من رجز)) فمعناه سيء العذاب فعذابهم هذا والعياذ بالله سيء بل إنه أسوء العذاب فإن أعظم عذاب يعذب به البشر هو عذاب النار نسأل الله العافية فهو أسوء العذاب وقوله"(( أليم )) أي مؤلم بالجر والرفع " يعني قراءتان صفة لرجز أو عذاب يعني كلمة أليم فيها قراءتان (( أولئك لهم عذاب من رجز أليمٌ )) أو((عذاب من رجز أليمٍ )) أما كون أليم صفة لعذاب فهي كثيرة في القرآن (( ولهم عذاب أليم )) كثير ما يصف الله العذاب بالأليم ، وأما الرجز فإنها كانت صفة لها لأنها أقرب من عذاب وعليه فإذا قلت (( أولئك لهم عذاب من رجز أليمٌ )) قلنا إنها صفة لعذاب ، وإذا قلت (( أولئك لهم عذاب من رجز أليمٍ )) قلنا إنها صفة لرجز و يجوز أن تقرأ بهذا و هذا بل يستحب لك أن تقرأ بالقراءتين جميعا و بالثلاث إذا كانت ثلاث قراءات لأن اختلاف القراءات كاختلاف الصفات في العبادات و قد مر علينا أن الأفضل فيما جاء من العبادات على صفات متعددة الأفضل أن تعمل بهذا مرة وبهذا مرة حتى تحصل على السنن كلها و هكذا القراءات ولكن إياك أن تقرأ و أنت شاك في القراءة لأنه لا يجوز أن نقرأ إلا و نحن متيقنون لأن هذه القراءة صحيحة ، نعم