تتمة فوائد قول الله تعالى : (( ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم )) حفظ
ومن فوائد الآية الكريمة : علو مرتبة المؤمنين العاملين الصالحات لقوله (( أولئك )) لأن الإشارة هنا للبعيد وذلك لعلو مرتبتهم مثل قوله تعالى (( الم * ذَلِكَ الْكِتَاب ))[البقرة:2]مع أنه الكتاب بين أيدينا لكن أشار إليه بإشارة البعيد لعلو مرتبته طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن في الإيمان والعمل الصالح حصول المطلوب وزوال المكروه لقوله (( أولئك لهم مغفرة )) هذا زوال المكروه (( ورزق كريم )) هذا حصول المطلوب واعلم أن الله تعالى إذا غفر لك فتح لك أبواب المعرفة وانشرح صدرك بالإيمان لأن الذي يوجب ضيق الصدر وتشتت الفكر هو المعاصي (( إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ))[المطففين:13]شوف ما يعرف قدر القرآن إذا تتلي عليه القرآن يقول أساطير الأولين فلا يعرف قدره لماذا ؟ (( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ))[المطففين:14]لما ران على قلبه عمله صار والعياذ بالله لا يرى هذا القرآن العظيم إلا إيش ؟ إلا أساطير الأولين ولهذا قال بعض العلماء :" ينبغي لمن نزلت به نازلة وطلب حكمها سواء كانت هذه النازلة خاصة به أم كان مسئولاً عنها ينبغي له أن يستغفر الله واستدل بذلك قوله تعالى (( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ))[النساء:105]إيش بعدها ؟ (( وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ))[النساء:106]وهذا ليس ببعيد إذاً من فوائد الإيمان والعمل الصالح حصول المطلوب والنجاة من المكروه .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً : أن رزق الجنة رزق كريم أي واسع كثير دائم حسن ويدل لذلك قوله تعالى (( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[السجدة:17]وقوله تعالى (( وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ ))[الواقعة32:33].