تفسير قول الله تعالى : (( أفترى على الله كذبا أم به جنة )) حفظ
(( أفترى )) بفتح همزة الاستفهام واستغني بها عن همزة الوصل أفتر أصلها أافترى لكن همزة الوصل مع همزة الاستفهام تسقط ومنه قوله تعالى ومثالها أيضاً قوله تعالى (( أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ))[الصافات:153](( أصطفي )) بمعنى أاصطفى فسقط الهمزة لأنها وقعت بعد همزة الاستفهام وأظن سقوطها معلوماً لأن همزة الوصل تسقط في الوصل فإذا جاءت همزة الاستفهام صار الكلام متصلاً وإذا كان متصلاً سقطت همزة الوصل ، (( فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ ))[المؤمنون:27]أين ذهبت همزة الوصل في (( اصنع )) ؟ سقطت لاتصال كان فإذاً (( أفترى )) سقطت لاتصال كان (( أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا )) في ذلك يعني في قوله إنكم ستبعثون وتنشئون خلقاً جديداً هل هذا افتراء على الله ؟ سيبين الله ذلك لكن هم يقولون إن حاله دائرة بين أمرين إما رجل مفترٍ على الله (( أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ )) جنون تخيل به ذلك إذاً هم والعياذ بالله قسموا حال النبي صلى الله عليه وسلم إلى حالين لا ثالث لهما وهما الافتراء على الله والثاني الجنون (( أَمْ بِهِ جِنَّةٌ )) أي جنون تخيل له ذلك به هل هناك حال ثالثة ؟ نعم هناك حال ثالثة لكن هم لا يقرون بها وهو أنه صادق عاقل ، صادق لم يفتري وعاقل ليس به جنة وهذا هو الواقع لكنهم هم والعياذ بالله أسقطوا هذا القسم الثالث لأنهم لا يقرون به ومن عجب أن هؤلاء الذين يقولون في الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الوصف أنه مفترٍ أو مجنون أو شاعر أو كاهن أو ما أشبه ذلك كانوا يسمونه قبل النبوة بالأمين ويرونه أنه من أصدق الناس وأعظمهم أمانة لكن والعياذ بالله لما جاء بما لم يوافق أهوائهم صاروا يلقبونه بهذه الألقاب وهذه الألقاب السيئة التي لقب المشركون بها رسول الله صلى الله عليه وسلم موروثة لمن ؟ موروثة ورثها أعداء المؤمنين وأولياء المجرمين كما قال تعالى (( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ))[المطففين29:30]فهذه الألقاب السيئة موجودة الآن كل أعداء الرسل يلقبون أولياء الرسول بمثل ما لقب به الرسل تعلمون أنه مر علينا في العقيدة أن من الناس بمن يلقب أهل السنة والجماعة بماذا ؟ بالحشوية والنوابت والغثاء والمجسمة وما أشبه ذلك كل هذا تنفيراً للناس عن سلوك مذهبهم يقول (( أم به جنة ))