تابع تفسير قول الله تعالى : (( أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء إن في ذلك لآية لكل عبد منيب )) حفظ
إلى طاعته فيشمل القائم بالعبادة ولو بدون أن يذنب ويشمل التائب من الذنب فإن الرجل إذا قام يصلي يتعبد لله عز وجل يقال إنه أناب إلى الله ويقال إذا أذنب ثم استغفر وأعاد يقال إنه أناب إلى الله أيضاً فالإنابة هنا تشمل الإنابة من ذنب فعله فتكون بمعنى التوبة وتشمل الإنابة إلى الله القيام بطاعته فتكون أشمل وأعم وفي قوله (( أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ )) وهو أمر نسيت أن أنبه عليه فيه الإعراض الذي اختلف فيه علماء النحو وهو أن النحويين اختلفوا في إعراب الجملة إذا كانت مصدرة بهمزة استفهام وبعدها حرف عطف فقيل : " إن الهمزة أعني همزة الاستفهام داخلة على شيء مقدر بحسب السياق" وقيل : " وقيل إن الهمزة داخلة على الجملة الموجودة بدون تقدير وأن حرف العطف كان من حقه أن يتقدم على الهمزة لكنها قدمت عليه لأن لها الصدارة هذا الوجه الأول يكون التقدير في قوله (( أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ )) أغفلوا أو أعرضوا وما أشبه ذلك وأما على الثاني فلا حاجة إلى هذا التقدير بل نقول إن الهمزة للاستفهام والواو حرف عطف وتأخرت عن الهمزة لأن لها الصدارة أيهما أحسن ؟ الثاني أحسن يعني كوننا نقول إن الهمزة داخلة على هذه الجملة نفسها أولى وذلك لأن القول الأول قد يعوذك تقدير المحذوف بمعنى أنه ليس من ....أن تقدر المحذوف أما هذا فبناء على أن الجملة هذه معطوفة على من سبق لا تحتاج إلى تقدير فلا تتعب فيها .