تفسير قول الله تعالى : (( أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا ... )) حفظ
ولهذا قال (( أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ )) هذه هي الحكمة من كون الله ألان له الحديد أن يعمل منه الدروع للمجاهدين في سبيل الله قال (( أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ )) أفادنا المؤلف رحمه الله بقوله " وقلنا أن اعمل " أن (( أن )) مصدرية عرف عاملها والتقدير وقلنا أن اعمل أي بأن اعمل أي بالعمل ويحتمل أن تكون (( أن )) تفسيرية وأن يقدر المحذوف بأوحينا ووأوحينا إليه أن اعمل لأن (( أن )) هي التي سبقها معنى القول دون حروفه وهذا أقرب من تقدير المؤلف و(( أن اعمل )) أي ووأحينا إليه أن اعمل سابغات طيب (( اعمل )) بمعنى اصنع منين ؟ قال : " منه " أي من الحديد (( سابغات )) إيش بعدها عندكم ؟ دروعاً بالنصب أنا عندي ما هي منصوبة ، كوامل يجرها لابسها على الأرض (( سابغات )) فسرها المؤلف بقوله " كوامل يجرها صاحبها على الأرض " وأفادنا بقوله " دروعاً " أفادنا بأن (( سابغات )) صفة لموصوف محذوف وهذا المحذوف تقديره دروعاً وحذف الموصوف جائز قال ابن مالك :" وما من المنعوت والنعت عقل يجوز حذفه وفي النعت يقل " طيب السابق من كل شيء هو الكامل الظافر التام ومنه قوله تعالى (( وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ))[لقمان:20]أي أتمها وأكملها ومنه إسباغ الوضوء أي إتمامه وإكماله فهذه الدروع السابغات يعني الوافيات الكوامل التي تمنه لابسها من أن يناله أذى وأما قول المؤلف" يجرها لابسها على الأرض " ففي هذا نظر لأنه ليس هناك حاجة إلى أن يجرها على الأرض ولأنها إذا بلغت إلى هذا المستوى فربما تعيق إلى الكر والفر والمعروف أن الدروع تصل إلى الركبة فقط هذا غايتها لأنها حديد وإذا لبس الإنسان حديداً يصل إلى الأرض فإنه سيكون مكبلاً بالأغلال فالواجب أن نقول (( سابغات )) أي كاملات ليس فيها نقص وكمال كل شيء بحسبه طيب (( أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ )) أي نسج الدروع قيل لصانعها سراج أي اجعله بحيث تتناسب حلقه (( قدر في السرد )) معناه نسج الدرع كما ينسج الثوب من القطن ومن الصوف ينسج الدرع من الحديد ومعنى التقدير في السرد أي اجعل هذا السرد أي النسج مقدماً متناسباً من التقديم .