فوائد قول الله تعالى : (( فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين )) حفظ
ومن فوائد الآية الكريمة : إضافة الفعل أو إضافة الشيء إلى من لم يقم به باختياره لقوله (( فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ )) فالخرور قد يضاف إلى الفاعل بالاختيار وقد يضاف إلى الفاعل بغير اختيار فتقول خر الماء وتقول خر ميتاً وقال الله عز وجل (( خَرُّوا سُجَّدًا ))[مريم:58] (( وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ ))[الإسراء:109]هذا بلا اختيار .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الجن لا يعلمون الغيب والدلالة على ذلك واضحة (( لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ )) .
ومنها : أن الأمور الحسية الواقعة أدلة برهانية وهذه الفائدة معناها الاستدلال بالأمور الحسية لأن الله استدل على كونهم لا يعلمون الغيب بأنهم بقوا معذبين في ما يعملونه من الأعمال الشاقة فلك أن تستدل على الأمور المعقولة بالأمور المحسوسة وهذا شيء معروف طيب .
ومن فوائد الآية : أن الجن ذو عقول لقوله (( تبينت الجن )) وهو كذلك بأن الله تعالى أعطاهم عقولاً يهتدون بها إلى مصالح دينهم ودنياهم .
ومنها : تسمية الأعمال الشاقة عذاباً لقوله (( مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ )) مع أن سليمان عليه الصلاة والسلام لم يجعلهم يعملون له ما يشاء عقوبة لهم ولكنه تكليف وبهذا نعرف أن العذاب قد يطلق على ما ليس بعقوبة كما في قوله صلى الله عليه وسلم ( إن السفر قطعة من العذاب ) .