تابع لتفسير قول الله تعالى : (( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور )) حفظ
كانت أحاديث للناس يتحدثون بها تقول حصل كيت وكيت وهذا من الأمثال المعروفة تفرقوا أيادي سبأ يعني أنهم تفرقوا كتفرق سبأ قال الله تعالى : (( جَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ )) بعد أن كانوا أشياء حقيقية ثابتة وصاروا أحاديث وهذا مثل قول الشاعر : " بين أن يراد الإنسان فيها مخطراً حتى يرى خبراً من الأخبار " (( َمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ )) يعني فرقناهم في البلاد كل مفرق وشردوا وتشتتوا لأنهم كفروا النعمة وظلموا أنفسهم (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ )) (( إن في ذلك )) الإشارة تعود إلى كل ما سبق من هذه القرى الظاهرة وسهولة السفر ثم سؤالهم أن يباعد الله بين أسفارهم ثم تمزيقهم في البلاد كل ممزق (( لآيات )) لعبراً كيف قال الآيات وهي قصة واحدة ؟ نقول : لأنها قصة واحدة لكنها تشتمل على أجزاء كل جزء منها يستحق أن يكون آية وقوله : (( لكل صبار )) (( صبار )) صيغة مبالغة أي ذي صبر على البلايا والصبر في اللغة بمعنى الحبس وفي الشرع : الحبس عما يحرم عند المصائب والناس في المصائب لهم أربعة مراتب : مرتبة السخط ومرتبة الصبر ومرتبة الرضا ومرتبة الشكر وهو أعلاها ، التسخط حرام والصبر واجب والرضا مستحب على القول الراجح والشكر كذلك مستحب ، ولهذا قال هنا (( لكل صبار )) على أي شيء ؟ نعم المؤلف بينها عن المعاصي بل وعلى أقدار الله بل وعلى أوامر الله ، لأن الصبر ثلاثة أنواع : صبر على طاعة الله وصبر عن معصيته وصبر على أقدار الله ، (( شكور )) أي قائم بشكر الله بقلبه ولسانه وجوارحه فيشكر الله سبحانه وتعالى على نعمه نعم أما كونها آية للصبار فظاهر ، وكونها آية للشكور كيف ذلك ؟ بأن الإنسان إذا نظر إلى حالهم وأنهم حينما كان شاكرين لله كان الله قد أنعم عليهم بهذه النعم فيستدل بها على أن شكر الله موجب لبقاء نعمته على العبد ، إنا أخذننا إلى إيش؟
الطالب : .....
الشيخ : إلى (( وهل نجازي إلا الكفور )) طيب.
الطالب : .....
الشيخ : إلى (( وهل نجازي إلا الكفور )) طيب.