فوائد قول الله تعالى : (( وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين )) حفظ
قال الله عز وجل (( وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً ))في هذه الآية بيان نعمة الله سبحانه وتعالى على سبأ حيث جعل القرى ممتدة من اليمن إلى الشام قريباً بعضها من بعض ، وفيها أيضاً : أن الطرق إذا كانت بين قرىً متجاورة فهي أأمن وأقرب إلى السلامة لقوله :(( سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ )).
ومن فوائدها : أن السير فيها مقدر مرحلة ، مرحلة بين هذه القرى ، وتقدير السير كما قلنا من فائدته وهو ما تفرع على الفائدة هذه أن تقدير السير أنشط للمسافر وأسهل له لأنه إذا كان بين القرى تباين بعيد تعب المسافر ومل لكن إذا صار يقطعها مرحلة ، مرحلة صار ذلك أنشط له وأهون عليه وذكرنا أن من هذا تجزئة القرآن ومسائل العلم في الكتب المصنفة حتى يقطعها الإنسان مرحلة ، مرحلة فيكون ذلك أسهل عليه ، وربما نأخذ منها فائدة لمن أراد حفظ القرآن أن يتحفظه شيئاً فشيئاً لأن بعض الناس يسرد له ورقة كاملة ثم يرجع يحفظها فيصعب عليه لكن إذا حفظها آية ، آية كان هذا أسهل في الغالب.
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الأمن في الأوطان من أكبر النعم لقوله : (( ليالي وأياماً آمنين )) والأمن لا أحد يخفى عليه أنه من أكبر النعم.