تفسير قول الله تعالى : (( حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم )) حفظ
قال الله تعالى : (( حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ )) (( حتى )) هنا ابتدائية وليست غائية لأن حتى تأتي للغاية وتأتي للابتداء وتأتي للتعليل ولها معاني متعددة من أحب الوقوف عليها فليرجع إلى كتاب المغني أعني المغني اللبيب لابن هشام رحمه الله فإنه مفيد لطالب العلم يقول : (( حَتَّى إِذَا فُزِّعَ )) فيها قراءتان (( فُزِّع )) _ و (( فَزَّع )) كما قال المؤلف : " بالبناء للفاعل والمفعول (( عن قلوبهم )) أي قلوب الخلق أو عن قلوب الملائكة فيها قولان لأهل العلم وسيأتي إن شاء الله بيانهم (( فزع عن قلوبهم )) قال : " كشف عنها الفزع بالإذن فيها " (( فَزَّع )) و (( فُزِع )) بمعنى أزال الفزع ، وليس فزَّع بمعنى ألحق الفزع بل بمعنى أزاله وهو فعل يراد به السلب لأن هناك أفعالاً يراد بها سلب المعنى يعني ضد هذا المعنى قال : " ومن قولهم قرض البعير " إيش معنى قرض ؟ أزال منهم القراض نعم ....والله تعرفون البعير والقراض اللي فيها ، معروف والقراض معروف ، البعير تعرفها ، القراض هذا شيء يكون في جلد البعير دابة حشرة صغيرة نعم ترظ البعير وتشرب الدم منها اسمه جراد لا ، لا مثل القمل في الإنسان هو قمل الإبل .
الطالب : يمسك ......
الشيخ : أي نعم هو إذا مسك الجلد ما عاد يطلقه أبداً إلا كنت تمسكه وتجره جر ، على كل حال إن شاء الله ربما نطلع على البر ونشوف بالعين فيها قراض ونريك إياه ، طيب المهم أن قرض بعير ما هو معناه وضع القراض فيها ، معناه أزاله عنها (( ففُزٍّع عن قلوبهم )) أو (( فَزَّع عن قلوبهم )) يعني أزال الفزع ، (( عن قلوبهم )) قال المؤلف : " بالإذن فيها " أي في الشفاعة وعلى هذا فيكون الضمير هنا عائداً على المشفوع له يعني لحق المشفوع له من الهم والكرب والغم ما لحقه وكذلك الخوف والفزع فأذن الله في الشفاعة زال الفزع عن القلوب لأنه قرب الفرج قال : (( حتى إذا فزع عن قلوبهم )) " بالإذن فيها " (( قَالُوا )) بعضهم لبعض استبشاراً (( قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ )) أي في الشفاعة (( قَالُوا )) القول الحق أي قد أذن فيها (( وَهُوَ الْعَلِيُّ )) فوق خلقه بالقهر (( الْكَبِيرُ )) العظيم ، انتبه ، أفادنا المؤلف رحمه الله أن الضمير في (( بهم )) يعود على من المشفوع له فإن المشفوع قبل الشفاعة يلحقه الفزع والخوف من ذنوبه أو من غير ذلك فإذا أذن في الشفاعة زال الفزع وقالوا : ماذا قال الله يقول ذلك : فيقول بعضهم لبعض (( قالوا الحق )) أي قالوا قول الحق ، (( الحق )) بمعنى الثابت الموافق لمحله وقد سبق لنا أن الحق في الأخبار هو الصدق والحق في الأحكام هو العدل كما قال الله تعالى : (( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ))[الأنعام:115]طيب هذا ما ذهب إليه المؤلف على أن الضمير في قلوبهم يعود إلى المشفوع له وأن التفزيع بمعنى إزالة الفزع وهو الخوف بالإذن من الشفاعة نعم والسياق لا يأباه لكن قد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام أن المراد به غير ذلك وأن المراد به الملائكة الذين هم عند الله ، إذا تكلم الله بالوحي صعقوا فإذا صعقوا فُزِّع عن قلوبهم يعني إزيل الفزع عنها ثم صاروا يتساءلون ماذا قال الله فيقال : " قال الحق وهو العلي الكبير " وإذا جاءت السنة بتفسير القرآن كانت أولى على أننا سبق أن قلنا إن القرآن إذا دل على عدة معاني لا تتناقض حمل على جميع المعاني لأنه أوسع وأعظم مما يصل إليه فكر الإنسان ، فقد يصل فكري إلى شيء ويصل الفكر الآخر إلى شيء آخر وفكر الثالث إلى شيء ثالث والآية كلها تحتمل هذه المعاني فتحمل عليها ، أما إذا كان لا يحتمل إلا معنى فإنه يجب أن يحمل على ما قام الدليل عليه وقال بعض أهل العلم : حتى إذا فزع عن قلوبهم عند الموت " ما هو ليس يوم القيامة عند الشفاعة ولكن إذا فزع عن قلوبهم عند الموت لكن هذا ضعيف وإن كان قد يرد فيفزع عن القلب عند الموت ويعترف بالحق فإن فرعون حين غرق ماذا قال : (( حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ))[يونس:90]وقال الله سبحانه وتعالى : (( فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ))[غافر:84]لكن هذا المعنى ضعيف فالآية دائرة بين ما قاله المؤلف وما ثبت به الحديث الصحيح وهي دالة قطعاً على ما جاء به الحديث الصحيح وما ذكره المؤلف فهو محتمل ولا تأباه الآية
الطالب : يمسك ......
الشيخ : أي نعم هو إذا مسك الجلد ما عاد يطلقه أبداً إلا كنت تمسكه وتجره جر ، على كل حال إن شاء الله ربما نطلع على البر ونشوف بالعين فيها قراض ونريك إياه ، طيب المهم أن قرض بعير ما هو معناه وضع القراض فيها ، معناه أزاله عنها (( ففُزٍّع عن قلوبهم )) أو (( فَزَّع عن قلوبهم )) يعني أزال الفزع ، (( عن قلوبهم )) قال المؤلف : " بالإذن فيها " أي في الشفاعة وعلى هذا فيكون الضمير هنا عائداً على المشفوع له يعني لحق المشفوع له من الهم والكرب والغم ما لحقه وكذلك الخوف والفزع فأذن الله في الشفاعة زال الفزع عن القلوب لأنه قرب الفرج قال : (( حتى إذا فزع عن قلوبهم )) " بالإذن فيها " (( قَالُوا )) بعضهم لبعض استبشاراً (( قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ )) أي في الشفاعة (( قَالُوا )) القول الحق أي قد أذن فيها (( وَهُوَ الْعَلِيُّ )) فوق خلقه بالقهر (( الْكَبِيرُ )) العظيم ، انتبه ، أفادنا المؤلف رحمه الله أن الضمير في (( بهم )) يعود على من المشفوع له فإن المشفوع قبل الشفاعة يلحقه الفزع والخوف من ذنوبه أو من غير ذلك فإذا أذن في الشفاعة زال الفزع وقالوا : ماذا قال الله يقول ذلك : فيقول بعضهم لبعض (( قالوا الحق )) أي قالوا قول الحق ، (( الحق )) بمعنى الثابت الموافق لمحله وقد سبق لنا أن الحق في الأخبار هو الصدق والحق في الأحكام هو العدل كما قال الله تعالى : (( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ))[الأنعام:115]طيب هذا ما ذهب إليه المؤلف على أن الضمير في قلوبهم يعود إلى المشفوع له وأن التفزيع بمعنى إزالة الفزع وهو الخوف بالإذن من الشفاعة نعم والسياق لا يأباه لكن قد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام أن المراد به غير ذلك وأن المراد به الملائكة الذين هم عند الله ، إذا تكلم الله بالوحي صعقوا فإذا صعقوا فُزِّع عن قلوبهم يعني إزيل الفزع عنها ثم صاروا يتساءلون ماذا قال الله فيقال : " قال الحق وهو العلي الكبير " وإذا جاءت السنة بتفسير القرآن كانت أولى على أننا سبق أن قلنا إن القرآن إذا دل على عدة معاني لا تتناقض حمل على جميع المعاني لأنه أوسع وأعظم مما يصل إليه فكر الإنسان ، فقد يصل فكري إلى شيء ويصل الفكر الآخر إلى شيء آخر وفكر الثالث إلى شيء ثالث والآية كلها تحتمل هذه المعاني فتحمل عليها ، أما إذا كان لا يحتمل إلا معنى فإنه يجب أن يحمل على ما قام الدليل عليه وقال بعض أهل العلم : حتى إذا فزع عن قلوبهم عند الموت " ما هو ليس يوم القيامة عند الشفاعة ولكن إذا فزع عن قلوبهم عند الموت لكن هذا ضعيف وإن كان قد يرد فيفزع عن القلب عند الموت ويعترف بالحق فإن فرعون حين غرق ماذا قال : (( حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ))[يونس:90]وقال الله سبحانه وتعالى : (( فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ))[غافر:84]لكن هذا المعنى ضعيف فالآية دائرة بين ما قاله المؤلف وما ثبت به الحديث الصحيح وهي دالة قطعاً على ما جاء به الحديث الصحيح وما ذكره المؤلف فهو محتمل ولا تأباه الآية