تابع لتفسير قول الله تعالى : (( قالوا الحق وهو العلي الكبير )) حفظ
قلت كلمة هذه بمعنى الجملة لأن الكلمة والقصيد والشعر لا يكون إلا جملة ، طيب فإن قلت ما تقول في قوله تعالى (( وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا ))[النحل:30]نقول : هذه ليست مفعولاً لقال لكنها مفعول لفعل محذوف وإيش التقدير ؟
الطالب : ......
الشيخ : لا ، أنزل خيراً (( وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا )) طيب يقول المؤلف رحمه الله : (( وهو العلي )) فوق خلقه بالقهر هذا فيه إما تقصير وإما قصور لأن علو الله عز وجل ليس بالقهر بل علوه ثلاثة أقسام : علو القهر ، وعلو القدر ، وعلو الذات ، لكن المؤلف عفا الله عنا وعنه كأنه لا يرى علو الذات والمنكرون لعلو ذات الله سبحانه وتعالى ينقسمون إلى قسمين : حلولية ومعطلة محض تعطيلاً محضاً .
فالحلولية يقولون :" إنه يجب عليك أن تؤمن بأن الله في كل مكان بذاته وتنكر علوه في كل مكان بذاته نعم إن كنت في المسجد أو كنت في السوق أو كنت في البر أو كنت في البحر نعم فالله سبحانه وتعالى بذاته في ذلك المكان وإن كنت في الحش فهو في الحش " الحش ماهو ؟ مكان التخلي يعني والعياذ بالله ما نزهوا الله عن الأنتان والأقذار نسأل الله العافية ولاشك أن هذا كفر محض ولا يشك أحد في كفر من اعتقد هذه العقيدة .
الطائفة الثانية المنكرة للعلو يقولون : " إنه لا يجوز لنا أن نقول إن الله فوق العالم ولا تحته ولا يمين ولا شمال ولا أمام ولا خلف ولا متصل ولا منفصل " وهذا إيش؟ هذا تعطيل محض يعني لو قيل لك صف لنا المعدوم ما وجدته أشد إحاطة بالمعدوم من هذا الوصف الذي ليس فوق العالم ولا تحته ولا يمين ولا شمال ولا خلف ولا أمام ولا متصل ولا منفصل ، هذا ليس بموجود قطعاً ، أما الرسل وأتباعهم فيؤمنون بأن الله عز وجل بذاته فوق كل شيء وهذا هو الذي دل عليه العقل والفطرة والإجماع والكتاب والسنة ولنستعرض لهذا الأمر وإن كان الحمد لله الأمر ظاهر لكن الكتاب دل على أن الله بذاته فوق عرشه من وجوه متنوعة فتارة بذكر العلو مثل : (( وهو العلي العظيم )) وتارة بذكر الفوقية (( وهو القاهر فوق عباده )) وتارة بذكر صعود الأشياء إليه مثل : (( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ))[فاطر:10]وتارة بذكر نزول الأشياء منه (( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ))[السجدة:5]فقد تنوعت الأدلة من كتاب الله على علو الله سبحانه وتعالى وأما السنة فكذلك دلت السنة على علو الله بذاته من قول الرسول صلى الله عليه وسلم من قوله وفعله وإقراره ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( ربنا الله الذي في السماء ) وقال : ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ) وأما فعله فإنه في يوم عرفة وهو يخطب الناس عندما خطب تلك الخطبة العظيمة قال لهم : ( ألا هل بلغت ) قالوا : نعم قال : ( اللهم اشهد ) يرفع أصبعه إلى السماء وينكته إلى السماء ( اللهم اشهد ) هذا إيش ؟ سنة فعلية لإشارته عليه الصلاة والسلام حين ذكر الله ، وأما الإقرارية فإنه أتي إليه بجارية فسألها فقال : ( أين الله ) قالت : " في السماء " قال : ( أعتقها فإنها مؤمنة ) هكذا قال ويعتبر هذا إيش؟ إقراراً فقد تنوعت السنة بالدلالة أو في الدلالة على علو الله تعالى بذاته وأما الإجماع فقد أجمع السلف من الصحابة والتابعين وأئمة الأمة على أن الله تعالى في السماء بذاته ولم يقل أحد منهم بحرف واحد إن الله ليس في السماء أو إن الله في كل مكان بذاته أبداً ، وأما العقل فاسأل عقلك هل الكمال في علو الذات أو في نفي العلو عنه ؟ الأول بلا شك علو الذات تدل على الكمال بل هي الكمال فإذا كان العلو هو الكمال فإن من المعلوم عقلاً أن الرب متصف بماذا ؟ بالكمال وحينئذ يثبت له العلو عقلاً أما الفطرة فاسأل فطرتك عندما تسأل الله شيئاً ، افرض إنك ما درست ولا حضرت في المساجد ولا شيء إذا سألت الله عز وجل شيئاً أين ينصرف قلبك ؟ إلى الأعلى ولهذا كان أبو المعالي الجويني كان يقرر فيقول : " كان الله ولم يكن شيءٌ قبله وكان عرشه على الماء " يريد بذلك أن ينكر استواء الله على العرش الذي من لازمه الإقرار بالعلو فقال له أبوا العلاء الهمداني رحمه الله : " دعنا من ذكر العرش وأخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في نفوسنا ما قال عارف قط إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو " صح فلطم الجويني لطم على رأسه وصرخ وقال : " حيرني الهمداني " ليش ؟ لأن الدليل الفطري لا يمكن النزاع فيه ، الدليل الفطري لو نازعك منازع قلت هذا مجنون
الطالب : ......
الشيخ : لا ، أنزل خيراً (( وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا )) طيب يقول المؤلف رحمه الله : (( وهو العلي )) فوق خلقه بالقهر هذا فيه إما تقصير وإما قصور لأن علو الله عز وجل ليس بالقهر بل علوه ثلاثة أقسام : علو القهر ، وعلو القدر ، وعلو الذات ، لكن المؤلف عفا الله عنا وعنه كأنه لا يرى علو الذات والمنكرون لعلو ذات الله سبحانه وتعالى ينقسمون إلى قسمين : حلولية ومعطلة محض تعطيلاً محضاً .
فالحلولية يقولون :" إنه يجب عليك أن تؤمن بأن الله في كل مكان بذاته وتنكر علوه في كل مكان بذاته نعم إن كنت في المسجد أو كنت في السوق أو كنت في البر أو كنت في البحر نعم فالله سبحانه وتعالى بذاته في ذلك المكان وإن كنت في الحش فهو في الحش " الحش ماهو ؟ مكان التخلي يعني والعياذ بالله ما نزهوا الله عن الأنتان والأقذار نسأل الله العافية ولاشك أن هذا كفر محض ولا يشك أحد في كفر من اعتقد هذه العقيدة .
الطائفة الثانية المنكرة للعلو يقولون : " إنه لا يجوز لنا أن نقول إن الله فوق العالم ولا تحته ولا يمين ولا شمال ولا أمام ولا خلف ولا متصل ولا منفصل " وهذا إيش؟ هذا تعطيل محض يعني لو قيل لك صف لنا المعدوم ما وجدته أشد إحاطة بالمعدوم من هذا الوصف الذي ليس فوق العالم ولا تحته ولا يمين ولا شمال ولا خلف ولا أمام ولا متصل ولا منفصل ، هذا ليس بموجود قطعاً ، أما الرسل وأتباعهم فيؤمنون بأن الله عز وجل بذاته فوق كل شيء وهذا هو الذي دل عليه العقل والفطرة والإجماع والكتاب والسنة ولنستعرض لهذا الأمر وإن كان الحمد لله الأمر ظاهر لكن الكتاب دل على أن الله بذاته فوق عرشه من وجوه متنوعة فتارة بذكر العلو مثل : (( وهو العلي العظيم )) وتارة بذكر الفوقية (( وهو القاهر فوق عباده )) وتارة بذكر صعود الأشياء إليه مثل : (( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ))[فاطر:10]وتارة بذكر نزول الأشياء منه (( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ))[السجدة:5]فقد تنوعت الأدلة من كتاب الله على علو الله سبحانه وتعالى وأما السنة فكذلك دلت السنة على علو الله بذاته من قول الرسول صلى الله عليه وسلم من قوله وفعله وإقراره ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( ربنا الله الذي في السماء ) وقال : ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ) وأما فعله فإنه في يوم عرفة وهو يخطب الناس عندما خطب تلك الخطبة العظيمة قال لهم : ( ألا هل بلغت ) قالوا : نعم قال : ( اللهم اشهد ) يرفع أصبعه إلى السماء وينكته إلى السماء ( اللهم اشهد ) هذا إيش ؟ سنة فعلية لإشارته عليه الصلاة والسلام حين ذكر الله ، وأما الإقرارية فإنه أتي إليه بجارية فسألها فقال : ( أين الله ) قالت : " في السماء " قال : ( أعتقها فإنها مؤمنة ) هكذا قال ويعتبر هذا إيش؟ إقراراً فقد تنوعت السنة بالدلالة أو في الدلالة على علو الله تعالى بذاته وأما الإجماع فقد أجمع السلف من الصحابة والتابعين وأئمة الأمة على أن الله تعالى في السماء بذاته ولم يقل أحد منهم بحرف واحد إن الله ليس في السماء أو إن الله في كل مكان بذاته أبداً ، وأما العقل فاسأل عقلك هل الكمال في علو الذات أو في نفي العلو عنه ؟ الأول بلا شك علو الذات تدل على الكمال بل هي الكمال فإذا كان العلو هو الكمال فإن من المعلوم عقلاً أن الرب متصف بماذا ؟ بالكمال وحينئذ يثبت له العلو عقلاً أما الفطرة فاسأل فطرتك عندما تسأل الله شيئاً ، افرض إنك ما درست ولا حضرت في المساجد ولا شيء إذا سألت الله عز وجل شيئاً أين ينصرف قلبك ؟ إلى الأعلى ولهذا كان أبو المعالي الجويني كان يقرر فيقول : " كان الله ولم يكن شيءٌ قبله وكان عرشه على الماء " يريد بذلك أن ينكر استواء الله على العرش الذي من لازمه الإقرار بالعلو فقال له أبوا العلاء الهمداني رحمه الله : " دعنا من ذكر العرش وأخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في نفوسنا ما قال عارف قط إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو " صح فلطم الجويني لطم على رأسه وصرخ وقال : " حيرني الهمداني " ليش ؟ لأن الدليل الفطري لا يمكن النزاع فيه ، الدليل الفطري لو نازعك منازع قلت هذا مجنون