تتمة لتفسير قول الله تعالى : (( ... وهو العلي الكبير )) حفظ
فقد تطابقت الأدلة ، ما في سؤال لناس حتى نسجل تسجيل ، فقد تطابقت الأدلة على علو الله تعالى بذاته ، أما علوه بصفاته سواء كانت صفات قدر أو قهر فهذا يقر به جميع المنتسبين إلى الإسلام حتى الجهمية والأشاعرة وغيرهم يقرون بأن الله سبحانه وتعالى عامل علواً معنوياً نعم وهو علو الصفات ، قال المؤلف رحمه الله : (( وهو العلي )) فوق خلقه بالقهر (( الكبير )) العظيم ، نعم ، (( الكبير )) العظيم لا شك أن هذا ليس تفسيرا مطابقاً نعم ولكنه كأن المؤلف أخذه من قرن العظيم بالعلي في آية الكرسي حيث قال : (( وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ))[البقرة:255]وهنا قال : (( العلي الكبير )) ففسر (( الكبير )) بإيش؟ بالعظيم ولكن الصحيح أن (( الكبير )) ليس معناه العظيم بل معناه ذو الكبرياء ومعناه أن الله تعالى لا يماثله شيء في ذاته فالسماوات السبع والأراضين السبع في كفه سبحانه وتعالى كخردلة في كف أحدنا ، ليست يعني السماوات السبع على عظمها والأراضين السبع مثل ما وضع الإنسان في يده خردلة ، الخردلة حبة الخردل تعرفونها ، حب الخردل صغير ، نعم كبر إيش؟ كبر السمسم ، هذا الخردلة لو حطتها في كفك ليس بشيء وهذا أيضاً تمثيل على سبيل التقريب وإلا فالله تعالى أعظم وأجل فكل المخلوقات بالنسبة له سبحانه وتعالى ليست في شيء فينبغي أن نقول : إن (( الكبير )) ليس هو العظيم بل يفيد معنىً آخر وهو الذي له الكبرياء وهو الذي لا ينسب إلى شيء من خلقه فالسماوات السبع والأراضين السبع في كفه كخردلة في كف أحدنا .