تفسير قول الله تعالى : (( قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين )) حفظ
ثم قال الله عز وجل مبتدى درس اليوم : (( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ )) (( من )) اسم استفهام والمراد به التحدي تحدي هؤلاء المشركين الذين يعبدون مع الله غيره ، هل هذه الأصنام ترزقهم من السماوات والأرض ؟ لا ولكن الذي يرزق هو الله فيتحداهم بالسؤال (( مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ )) وقوله : (( من السماوات )) (( من )) لابتداء الغاية أي أن الرزق يأتي من السماوات والرزق بمعنى العطاء فما هو الرزق من السماوات ؟ قال المؤلف : " بالمطر " فإن المطر رزق ينزل للأرض فتنبت وأما الرزق من الأرض فأمره ظاهر (( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ))[البقرة:29]ثم إننا قد نقول : بأن الرزق من السماوات أشمل من المطر فإن السماوات ينزل منها مطر وينزل منها المن والسلوى وربما نقول : إن الطيور في جو السماء إنها من رزق السماء فكل ما يأتي من فوق فإنه يصدق عليه من رزق من السماوات ، (( مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ )) الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم والمخاطب في قوله : (( يرزقكم ))
الطالب : ......
الشيخ : لا المخاطب الله كيف ؟ (( من يرزقكم )) المشركون الكفار بماذا يجيبون ؟ أحيانا يجيبون بالصواب كما في قوله في سورة يونس : (( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ))[يونس:31]هذا جواب صحيح أحياناً لا يجيبون يتلعثمون أو يأبون أن يتكلموا عناداً وخوفاً من الإلزام لأنهم إذا قالوا الله ألزموا بألا يعبدون إلا الله كيف تعبدون من لا يرزق ؟ فهم أحياناً يجيبون بالصواب ويقولون الله ثم يكابرون ويعاندون ويقولون : إنما نعبدهم شفعاء لنا عند الله ليقربونا إلى الله زلفى ، ما نعبدهم لذواتهم وأحياناً يأبون الجواب يتلعثمون لأن الحق ثقيل عليهم ، إذا لم يقولوا شيئاً فقل الله ولهذا قال : (( قُلِ اللَّهُ )) هو الذي يرزقكم من السماوات والأرض فإن أبوا قالوا لا هو غيره ولكن لا يمكن أن يقولوا : هو غيره فقل من ؟ أعد عليهم السؤال مرة ثانية قال الله تعالى : (( قل الله )) قال المؤلف : " إن لم يقولون " يعني إن لم يقولون الله .
ما ..... الاستفهام هنا ؟ طلال .