تتمة فوائد قول الله تعالى : (( قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون )) حفظ
للرسول صلى الله عليه وسلم نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الإنسان لا يسأل عن عمل غيره ولا يسأل غيره عن عمله لقوله : (( قُلْ لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ))[سبأ:25]ونظير ذلك قوله تعالى : (( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ))[فاطر:18]كل إنسان وعمله ويستثنى من ذلك ما إذا كان عمل الغير ناشئاً عن عمله بأن تكون أنت الدال عليه أو المعين عليه فإن لك من وزنه بقدر عمله قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) فهل هذا يخالف الآية الكريمة التي معنا ؟ لا لأن حقيقة الأمر أن وزر الغير مبني على وزرك فيكون منفع لك فيدخل في أجرانه .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات السؤال عن العمل لأن قوله : (( لا تسألون )) يعني من الذي يُسأل ؟ الإنسان كل مسئول عن عمله ولو كان السؤال منتفياً مطلقاً ما صح أن يقال لك (( لا تسألون عما أجرمنا )) وكل مسئول عن عمله ولابد قال الله تبارك وتعالى : (( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ))[القصص:65] (( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ))[الأعراف6:7]وما دام الإنسان مؤمن بذلك بأنه سيسأل عن عمله فسوف يحرص غاية الحرص على أن يكون عمله موافقاً لإيش؟ لشرع الله .