فوائد قول الله تعالى : (( قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم )) حفظ
ثم قال الله تعالى : (( قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) في هذا ما سبق من أنه من آداب المناظرة سلوك التحدي فيما يعلم امتناعه من الخصم ، لأنك إذا تحديته بأمر لا يمكن وظهر عجزه تبين بطلان دعواه ، بخلاف ما إذا تحديته بأمر يمكنه أن يفعله فإن هذا ضرر عليك ، لا تتحدى الخصم إلا بأمر إيش ؟ يعجزه ولا يتمكن منه ، هنا يقول : (( أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ )) يعني أعلموني ماذا خلقوا ؟ ماذا نفعوا ؟ لم يخلقوا شيئا ولم ينفعوا ولم يدفعوا ضرراً كما قال تعالى (( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ))[النحل:21] وقال إبراهيم لأبيه : (( يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ))[مريم:42] طيب وقوله : (( أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ )) يستفاد منها أن الشرك يكون في العبادة كما يكون في الخلق والتدبير بمعنى أن الشرك يكون في الألوهية كما يكون في الربوبية وجه ذلك أن هؤلاء المشركين لم يكونوا مشركون في الربوبية ولكنهم يشركون في الألوهية والعبادة ، نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه لا يمكن أن يري أحد من الناس أن لهذه الأصنام شيئاً من الخلق أو الرزق أو التدبير ، تؤخذ من قوله : (( كلا )) يعني لا يمكن أن تروني شيئاً من هذه الأصنام .
ومن فوائد الآية أيضاً : إثبات اسمين من أسماء الله وهما العزيز والحكمة وما تضمناه من صفة وهي العزة والحكمة ، الاسمان العزيز والحكيم وما تضمناه من صفة وهي العزة والحكمة والحكم ، العزة يعني الحكمة قلنا بما ؟ بالحكم والحكمة .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن أفعال الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن تقع سفهاً لقوله : (( الحكيم )) والحكيم هو الذي لا يقع في فعله سفه ، وهذا شيء معلوم بالضرورة قال الله تبارك وتعالى : (( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ ))[الأنبياء:16] ، وقال : (( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ))[ص:27]، وقال تعالى (( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ))[المؤمنون:115].
ومن فوائدها أيضاً : أن الله عز وجل لا يغلب لقوله : (( العزيز )) وإذا آمنت بذلك واستنصرت به تبارك وتعالى علمت أنك لا تغلب .
قال الله عز وجل بعد هذا مبتدى درس اليوم : (( وما أرسلناك إلى )) نعم ذكرنا أن المؤلف رحمه الله فسر في تفسيره العزيز ....وفي قوله (( الحكيم )) : " في تدبيره لخلقه " وأخطأ أيضاً أخطأ في قوله : " فلا شريك له في ملكه " لأنه ليس المقام مقام نفي الشريك في الملك وإنما المقام مقام نفي الشريك في العبادة إذ أن هؤلاء المشركين يعترفون أن الله لا شريك له في الملك .