فوائد قول الله تعالى : (( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) حفظ
(( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا )) كيف ما كملنا هذه ؟ كيف؟
صلى الله عليه وسلم لقوله : (( وما أرسلناك )) وفيها دليل على أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبد مأمور لا رب آمر لقوله : (( وما أرسلناك )) يا حسين ما الذي قلت ؟
وفيها أيضاً : عموم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم .
على رأي المؤلف : إلا كافة للناس فهو كقوله صلى الله عليه وسلم : ( وبعثت إلى الناس عامة ) أو نقول : لقوله : (( للناس )) فإن الناس هذه من صيغ العموم لأن فيها رأي آخر يقول : "(( كافة )) بمعنى كاف " يعني إلا تكف الناس عن الشرك والعصيان ، أو (( إلا كافة للناس )) أي جامعاً لهم على التوحيد والإخلاص وعلى هذا فتكون حالاً من الكاف في قوله : (( أرسلناك )) والتاء فيها على هذا المعنى التاء فيها للمبالغة كقوله تعالى : (( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ))[النحل:120]أي إماماً نعم وكما يقال : هذا علامة أي علام لكن تكون التاء للمبالغة فصار عندنا لـ(( كافة )) قولان : وأن ما ذكرنا في الشرح نعم للقصور لا للتقصير (( كافة )) إيش فيها وجهان : أن تكون حالاً من الناس مقدمة عليها ، وأن تكون حالاً من الكاف في (( أرسلناك )) وعلى هذا المعنى على هذا الوجه تكون (( كافة )) بمعنى : كاف أي جامع أو كاف مانع تكف الناس عرفتم وهذا الرأي واضح للمعنان والعموم منين تستفيد على هذا الرأي ؟ من قوله : (( الناس )) لأن ....هنا حال ، طيب يستفاد من هذا الحديث ، من فوائد الآية أيضاً : أن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم تضمن شيئين هما البشارة والإنذار ، البشارة للطائع والثواب والإنذار للعاصي بالعقوبة .
ومن فوائدها : الإشارة إلى الحكمة من إرسال الرسل وهي التبشير والتنذير كما قال الله تعالى : (( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ))[النساء:163]إلى قوله : (( رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ))[النساء:165].
ومن فوائدها : أن أكثر الناس لا يعلمون الحكمة من إرسال الرسول عليه الصلاة والسلام ولا يعلمون أنه رسول كذا ، أكثر الناس أما الأول فواضح أن أكثر الناس لا يعلمون الحكمة من إرسال الرسل وأما الثاني ففيه نظر لأن الرسالة بلغت أكثر الناس وستبلغ الناس جميعاً حتى تقوم عليهم الحجة طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الأكثرية لا يلزم أن يكون الصواب معهم لأن أكثر الناس لا يعلمون فهم في جهل إذ أن المتمسك بالأديان قريب والمتمسك بالأديان هو صاحب علم ، وهو صاحب اليقين .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات الأسباب من أين تؤخذ ؟ من قوله : (( إلا كافة للناس )) على المعنى الأخير الثاني اللي هو (( كافة )) بمعنى مانع فإن الرسول عليه الصلاة والسلام سبب وليس بموجد فهو سبب للهداية ولكن إنك لا تهدي من أحببت ، وهل يستفاد منها إثبات أفعال الله الاختيارية ؟
الطالب : .....
الشيخ : منين ؟ من قوله : (( وما أرسلناك )) فإن هذا فعل من الأفعال المتعلقة بمشيئته سبحانه وتعالى .
ومن فوائد الآية أيضاً : إقامة الحجة على الحق لقوله : (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا )) فلم يبقى لأحد حجة على الله بعد الرسل وهل يؤخذ منها عذر من لم تبلغه الرسالة ؟
الطالب : .......
الشيخ : من أين تؤخذ ؟ من قوله : (( بشيراً ونذيراً )) فإن من لم تبلغه الرسالة لم يحصل له بشارة ولا نذارة فما حكم من لم تبلغه الرسالة ؟ نقول : لا يخلو من أمرين : إما أن يكون مقصراً في طلب الحق ،فهذا لا عذر له لأنه مقصر ، وإما أن لا يكون مقصراً بحيث لم يبلغه أي شيء عن الرسالات ولم يطرأ في قلبه أي شيء من ذكر الرسالات فهذا نقول إنه يحكم له في الدنيا بما هو عليه من دين وأما في الآخرة فأمره إلى الله ، ما نشهد عليه بشيء أي نعم .
نبدأ الدرس الجديد الآن :