تفسير قول الله تعالى : (( قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين )) حفظ
(( قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا )) ردوا عليهم القول (( يرجع بعضهم إلى بعض القول )) ردوا القول يا غانم ؟ وين الرد ؟
الطالب : .......
الشيخ : هذا الذين استضعفوا .
الطالب : ماشي ، ترى النوم إذ لو أحضرت للسرير ولهذا .......نعم .
يقول : (( قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا )) هذا رد لقولهم (( أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ )) الاستفهام هنا بمعنى النفي يعني لن نصددكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل أنتم الذين اخترتم الكفر وهنا صدق قول الله عز وجل : (( إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا ))[البقرة:166]فهنا قال : (( أنحن صددناكم )) يعني ......ولا أجبرناكم على الكفر بل أنتم الذين اخترتم ذلك وقوله : (( صددناكم )) أي صرفناكم وقوله : (( عن الهدى بعد إذ جاءكم )) هذا من باب تحقيق مجيء الهدى ووضوحه وهذا إقرار من هؤلاء الرؤساء المستكبرين إقراء منهم على أن الهدى قد جاءهم وبان ووضح (( بعد إذ جاءكم )) قال المؤلف في تفسيرها : " لا " إشارة إلى أن الاستفهام هنا للنفي وكلما مر عليكم كلمة لا بعد النفي فإن ترجمتها أن المؤلف يرى أن الاستفهام للنفي ، (( بَلْ كُنتُمْ مُجْرِمِينَ )) في أنفسكم شوف أعوذ بالله في الدنيا تجده يأتي إليه المستكبر هذا .....يدعوه بلطف تام وفي الآخرة يلعن بعضهم بعضاً ويتبرأ بعضهم من بعض ، انظر إلى ملك غسان لما بلغه النبي عليه الصلاة والسلام هجر كعب ابن مالك ، وإيش أرسل إليه ؟ أرسل إليه خطاباً رقيقاً لطيفاً وقال له : إنه بلغنا أن صاحبك قد هجرك فأت إلينا نواسك ، شوف التلفظ .....ولكن لم ينخدع كعب رضي الله عنه لإيمانه وخاف أن ينخدع في المستقبل فماذا صنع ؟ ذهب إلى التنور وأوقد هذه الورقة وهكذا كل شيء تخشى على نفسك منه في المستقبل يجب عليك أن تتلفه لا تقل إني الآن ما يمكن أن أفعل ذلك الشيء أبداً ولا يمكن أن أضل به صحيح أنك في بادئ البدء لا تنخدع لكن الشيطان يعمل عمله ولهذا يجب عليك أن تتلف كل ما تخشى أن تكون عاقبته عليك وخيمة ، الحاصل أن هؤلاء في الآخرة ما يتوددون ولا يتلطفون ولا يرحمون هؤلاء الأتباع (( بل كنتم مجرمين )) والإجرام هو الذم الذي لا يغتفر نعم قال : (( بل كنتم مجرمين ))