تفسير قول الله تعالى : (( فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون )) حفظ
(( فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلا ضَرًّا )) (( فاليوم )) أل هنا للعهد ، ما نوعه ؟
الطالب : الذهني .
الشيخ : لا ، المراد به وهو الحضور ، يعني الحضور اليوم ، هذا للعهد الذكر والمذكور هو قوله : (( ويوم نحشرهم )) أي فاليوم الذي نحشرهم فيه لا يملك بعضكم لبعض نفعاً ولا ضراً ، وقوله : (( اليوم )) لماذا نصبت أو بماذا نصبت ؟
الطالب : .....
الشيخ : لا .
الطالب : .....
الشيخ : لا .
الطالب : على الظرفية .
الشيخ : على الظرفية ، والعامل فيها قوله : (( لا يملك )) يعني فلا يملك اليوم بعضكم لبعض نفعاً ولا ضراً (( فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ )) أي بعض المعبودين لبعض العابدين ، (( لِبَعْضٍ نَفْعًا )) شفاعة (( وَلا ضَرًّا )) تعذيباً طيب (( لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ )) من الذي انتفى انتفاء ملكه ؟ العابدين أو المعبودين ؟ الذي لا يملك المعبود لأن العابد يرجو من وراء المعبود النفع أو الضرر فنقول : لا يملك العابد للمعبود ضراً ولا نفعاً كما أنه لا يملك المعبود للعابد ضراً ولا نفعاً وهذا والله أعلم هو الحكمة لأن الله عز وجل قال : (( فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ )) وجعلها مبهمة ليشمل العابد والمعبود والتابع والمتبوع فكل أحد يوم القيامة لا يملك لأحد نفعاً ولا ضراً ، المؤلف يقول : " الشفاعة " مع أن كلمة نفع أعم من الشفاعة لكن كأنه رحمه الله قيدها بالشفاعة لقولهم : (( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ))[الزمر:3]فادعوا أن عبادتهم إياهم من أجل أن تشفع لهم عند الله سبحانه وتعالى وتقربهم إليه (( فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلا ضَرًّا )) يعني نفعاً في عبادتكم إياهم في الشفاعة والأصح وفي غيرها ، (( ولا ضراً )) بعدم عبادتكم إياهم أن أنهم إذا لم تعبدوهم فإنهم لن يضروكم وكما أنهم لا يملكون في ذلك اليوم نفعاً ولا ضراً فكذلك لا يملكون في الدنيا نفعاً ولا ضراً فإن قلت إنه قد يعبد الإنسان غير الله فيدعوه لكشف ضر فينكشف ذلك الضر فما الجواب عن هذه الآية وغيرها ؟ نقول : إن هذا الذي حصل لم يحصل بالدعاء أو بالعبادة ولا يكن حصلا عنده فليس ذلك سبباً فإذا قلت قولك : إنه حصل عنده لا به دعوة تحتاج إلى برهان وإلا لكان الواجب أن يحال الأمر على الشيء أو على السبب الظاهر وهو دعاء هذه الأصنام فاهمين الإضراب هذا ولا لا ؟ طيب يعني قد تقول : إن هذا الشيء عند الدعاء لا بالدعاء فيقال لك : هذه الدعوة لمن ؟ ما دام هذا الصنم أن يشفيه فشفي فالأصل إحالة الحكم على السبب الظاهر وهو هذا الدعاء فدعوى أنه حصل بغير هذا السبب الظاهر تحتاج إلى دليل فالجواب أن لدينا دليل على ذلك وهو قوله تعالى : (( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ))[يونس:18]وقال تعالى : (( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ))[الأحقاف:5]فهاتان الآيتان وما أشبههما كلها تدل على أن هذه الأصنام لا تنفع لا بجلب نفع ولا بدفع ضرر فإن وجد شيء حصل بعد الدعاء فقد حصل عنده إيش ؟ لا به فإن قلت كيف يكون هذا الشيء وما الحكمة من أن الله عز وجل يجعل حدوث هذا النفع أو اندفاع هذا الضرر عند دعاء هذه الأصنام ؟ نعم نقول فتنة وامتحاناً فإن الله تعالى قد يمتحن العبد بالشيء المحرم يصر عليه أو يبتليه بالشيء المحرم ويمتنع منه والله على كل شيء قدير نعم .
الطالب : .....؟