تفسير قول الله تعالى : (( وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير )) . حفظ
ثم قال الله تعالى : (( وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ )) فمن أين كذبوك ؟ قوله : (( وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا )) اختلف المفسرون في معناها فقال بعضهم : (( وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ )) يناقض ما قلت فإذا لم يكن عندهم علم من كتب يدرسونها ولا علم من نذر أتتهم يخالف ما أنت عليه فكيف يكذبونك ؟ وعليه فيكون المراد بهذه الآية المراد أن تكذيبهم إياك صادر عن إيش ؟ عن جهل لأنه بيقول : (( مَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ )) ما يقول : آتيناهم ، انتبه يا إياس (( وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا )) تدل على أن ما قالوه في وصفك حق (( وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ )) يناقض ما جئت به حتى يقولوا إنك إيش ؟ كاذب وساحر فيكون المراد بالآية أن هؤلاء الذين كذبوا لم يستندوا في تكذيبك على إيش ؟ على علم لا من كتب ولا من وحي يعني من كتب يدرسونها ويفهمون ما فيها ويعلمون أن ما جئت به مناقض لها ولا من نذير أنذرهم وحذرهم مما جئت به وقال : إنه سيأتي كاذب مفترٍ فلا تطيعون ، نحن الآن لو جاءنا نبي وقال : إنه نبي من عند الله نكذبه ليش ؟ لأننا قد أنذرنا من هؤلاء كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام ، لكن لما جاء النبي عليه الصلاة والسلام هل هؤلاء المكذبون له هل أنذروا به وحذورا منه ؟ لا ، هل هناك كتب درسها هؤلاء تبين أن الرسول عليه الصلاة والسلام على باطل ؟ لا ، هذا وجه وهذا هو الذي مشى عليه المؤلف ولهذا قال : " فمن أين كذبوه " والقول الثاني : أن الله سبحانه وتعالى بعث محمداً عليه الصلاة والسلام في قوم أميين لا يقرءون ولم يبعث ....كما قال الله تبارك وتعالى : (( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِه )) وقال الله سبحانه وتعالى : (( لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ ))[القصص:46]أي أن هؤلاء كان الأليق بهم أن يفرحوا برسالتك وأن يقبلوا ما جئت به لماذا ؟ لأنه ليس عندهم كتب يدرسونها كما عند اليهود والنصارى ولا يبعث إليهم نبي قبلك فكانوا في أشد الحاجة إليك ، ومن كان محتاجاً إلى الشيء كان به أفرح ولخبره أشد تصديقاً فيكون المراد بهذه الجملة توبيخ هؤلاء على تكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان الأليق بهم إيش ؟ أن يفرحوا بذلك وأن يصدقوا لأنهم ليس عندهم كتب تدرس فليس عندهم أثارة من علم ولم يبعث إليهم نبي من قبلك فكانوا في أشد الحاجة إلى إيش ؟ إلى أي شيء ؟ إلى تصديقك وقبول ما جئت به فتضمن هذه الآية توبيخ هؤلاء على تكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم طيب ، أيهما أولى ؟ نعم (( وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ )) أيهما أولى ؟
الطالب : ......
الشيخ : غانم يقول القول الثاني ، هل يمكن أن تحمل على معنيين ؟ ننظر في حال هؤلاء إذا كانت تصدق على حال هؤلاء على الوجهين حملناها وقلنا هؤلاء ما درسوا كتباً تدل على كذب محمد عليه الصلاة والسلام .