فوائد قول الله تعالى : (( وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير )) . حفظ
ثم قال الله عز وجل : (( وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ )) سنشرحها على أن المعنى أن الله سبحانه وتعالى لم يعطي قريشاً بل والعرب جميعاً لم يعطهم كتباً ولم يرسل إليهم رسولاً نأخذ الفوائد على هذا المعنى فنقول :
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان منة الله سبحانه وتعالى العظمة على العرب لما بعث إليهم وهو محمد عليه الصلاة والسلام وجه ذلك أنه كانوا أمة جاهلة ليس عندهم كتب تدرس ولم يأتهم نذير يخبرهم ويعلمهم فهم أشد الناس حاجة إلى الرسول وإذا اشتد الحاجة ثم جاء ما يزيل تلك الحاجة كان هذا أعظم من النفي ففي الآية إذاً بيان عظيم منة الله عز وجل على العرب حيث بعث فيهم هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً : أن العرب كانوا جاهلين من أجهل الناس قبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام من أين تؤخذ ؟ (( وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ )) ولهذا قال الله عز وجل : (( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ))[آل عمران:164].
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه ليس في العرب إلا محمد صلى الله عليه وسلم وهو كذلك وما ذكر بعض المؤرخين من أنه وجد في الجاهلية رسل منهم خالد بن سنان فهذا لا أصل له ولا صح الكلام ، لأن الله يقول : (( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ))[المائدة:19]وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه ليس بينه وبين عيسى رسول وعلى هذا فإنه لم يبعث فيهم أي في العرب رسول إلا محمد صلى الله عليه وسلم .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن حقيقة الرسالة هي الإنذار وكذلك البشارة ، الإنذار للمخالفين للعقوبة والبشارة للموافقين بالثواب والجزاء نعم .
وفيها أيضاً على المعنى الثاني يستفاد من الآية : أن هؤلاء الذين كذبوا الرسول صلى الله عليه وسلم ليس لديهم مستند يستندون إليه في تكذيبه لأنهم لم يقرءوا كتباً تدل على كذبهم ولم يبعث إليهم رسول تقتضي رسالته أن محمداً صلى الله عليه وسلم كاذباً هذا على المعنى الثاني .