فوائد قول الله تعالى : (( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )) حفظ
ثم قال تعالى: (( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا )) إلى آخِرِه.
من فوائد الآية الكريمة: إثبات الشيطان لقولِه: (( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ )).
ومنها: إثباتُ عداوَتِه المؤَكَّدَة للإِنسَان لقولِه: (( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ )).
ومنها: أهميةُ إيمانِنَا بذلِك، وجهُه؟
الطالب: .....
الشيخ : لا.
الطالب: .....
الشيخ : لا.
الطالب: الشيطان لكم عدو
الشيخ : إي لكن هو وش وجهُه أهَمِّيَّة عِلْمِنا بأنَّه عَدُوّ؟
الطالب: .....
الشيخ : لا ما، إنه توكيد وجهُ ذلك؟
الطالب: أنه أكَّدَه .. باللام.
الشيخ : لا لا، اللام ما هي مُؤَكَّدَة، لكن وجهُ كونهم .. أُكِّد صارَ فيه أهَمِّيَّة عِلْمِنَا بذلك.
الطالب: ... إذا أُكِّد بأنَّ الشيطان لنا عدُو فإذًا نحذر منه أكثر من ..
الشيخ : ... طيب مثْلُ ... مَرَّ علينا في البلاغَة أنَّ الخطَاب الخبَرِي هو الخِطَاب الذي يُلْقَى إلى المخاطَب بدون توكِيد، مَا مَرَّ علينا هذا؟ في البلاغة أنَّ الخطَاب الخبري هو الذي يُلْقَى إلى المخاطَب بغير تَوْكِيد، وأنَّه لا يُؤَكَّد في مَقَام الخِطَاب الخبري إلا بسَبَب، أن الخِطَاب الخبري إذا أُلْقِي إلى إِنسانٍ خالي الذهن فإنَّه لا يُؤَكَّد، لأنَّه لا داعي للتوكيد، التوكيد ليس فيه إلا زيادة كلمات لا فائدة منها، لكن إذا كان الأمر ذا أهمية فإنه يُؤَكَّد ولو كان الإنسان خَالِي الذِّهْن، عَرَفْتُم؟ فإذا كان عالِمًا بالأمر صار أيضًا توكيدُه أبلَغ، ... نحتاج إلى التوكيد أو فيها، فالآن نقول: فإن الله أكَّد هذا الكلام ولمخاطب خالي الذهن أو عَالِمٍ به من قبل يدُلُّ على أهمية الإيمان بهذا الأمر الذي عليه الشيطان، وهو أنَّه لنا عدُو، وقد قال علماء البلاغة: إن الخبر إذا أُلْقِيَ إلى عالِمٍ به مؤكَّدًا كان ذلك مِن أَجْلِ أنَّ هذا المخاطَب نُزِّلَ منْزِلَة المنْكِر لكونِه لم يَقُمْ بما يقتَضِيه هذا الخطاب ومَثَّلُوا لذلك بقولِه تعالى: (( ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ))[المؤمنون:15] كلٌّ يعلم أنَّه سَيَمُوت، لكن لِماذا أكَّدَ لنا الموت ونحن نعلَمُ به ونتَأَكَّد منه؟ لِأَنَّ فعلَنا فعل المنْكِرِ لِلموت حيثُ إنَّنا لا نُصَدِّق ولا نعمل لِمَا بعد الموت، طيب إذًا نأخُذ مِن هذه الآية أهميةُ إيمانِنا بأنَّ الشيطانَ لنا عدُوّ، طيب مِن أينَ علِمْنَا ذلك؟ لأنَّه أُكِّدَ الخبر مع أنه يُنْقَل إلى إنسانٍ خالي الذهن لا يدري بِأَنَّ الشيطانَ عَدُوّ، أو إلى إنسانٍ عالمٍ به ولكنه نُزِّلَ مَنْزِلَة المنْكِر، لكونِه لم يتَّخِذِ الشيطان عدوًّا له.
ومِن فوائد الآية الكريمة: وُجُوب البُعْد عمَّا يأمُرُ به الشيطان، لقولِه: (( فاتخذوه عدُوًّا )).
ومِن فوائدِها أيضًا: ذِكْرُ الأوصَاف الـمَذْمُومَة إذا كان المقصودُ بها نُصْحَ الـمُخَاطَب لقولِه: (( إِنَّ الشيطان لكم عَدُوًّا فاتخذوه عَدُوًّا )) لو رأيتَ شخصًا مُغْتَرًّا بآخر يحسِبُه صديقَه، وهذا الشَّخْصُ الذي اغتَرَّ بِه صاحبُه عدُوٌّ له نعلم أنَّه يُرِيدُ أن يُوقِعَ به كُلَّ سُوء فإنه يجِبُ علينا أن ننصَحَه عنه ونذْكُر معايِبَ هذا الشخص حتى لا يغتَرَّ به فنقول: .. تُصاحِبُ فُلَانًا وهو عدُوٌّ لك، نعم حتى وإن كانَت عداوَتُه لكونِه يهْدِيهِ إلى صِرَاطِ الجحِيم، أي نعم.
ومِن فوائد الآية الكريمة: بيانُ رحمةِ اللهِ تعالى بعبادِه، لأنَّ العِلْمَ بعداوةِ الشيطان غيرُ مُدْرَكٍ لهم، ولكنَّه تعالى هو الذي أخبرَنَا به ثم حَثَّنَا بل أمرَنا بمخالَفَتِه لقولِه: (( فاتَّخِذُوه عدوًّا )) .
ومِن فوائد الآية الكريمة: أنَّ الشيطان له في بنِي آدَم إراداتٌ سَيِّئَة